خبراء: مبادرة الحزام والطريق تحدث تحولا في المشهد التنموي بأفريقيا

قال خبراء وباحثون يوم الأربعاء(24 أغسطس) إن مبادرة الحزام والطريق الصينية ساهمت بشكل كبير في إحداث تحول في الاقتصادات النامية بأفريقيا من خلال تطوير البنية التحتية والحد من البطالة وتحسين التجارة وذلك من بين أمور أخرى.

جاءت تصريحاتهم أثناء حديثهم في منتدى افتراضي استمر ليوم واحد بعنوان "أهمية مبادرة الحزام والطريق الصينية لأفريقيا".

فقد قال فريدريك قولوبا موتيبي، وهو باحث ومحلل أوغندي مستقل، إن "الصين ليست هنا لاستغلال أفريقيا كما يتصور العالم الغربي، لأنه بالنظر إلى جانب تطوير البنية التحتية الأفريقية، فإن مبادرة الحزام والطريق تساعد إفريقيا على تحويل نفسها. وتأتي الصين بهدف تقديم المساعدة التي يحتاجها الأفارقة".

وأعرب عن اعتقاده بأن الصين تساهم بشكل كبير في تطوير البنية التحتية في أفريقيا والتي تعد واحدة من القيود الرئيسية لتحقيق التحول الاقتصادي في القارة.

وقال موتيبي "لقد جاءت الصين من خلال مبادرة الحزام والطريق في الوقت المناسب حيث باتت أفريقيا في حاجة ماسة إلى تطوير البنية التحتية وتحسين فرص التجارة العالمية".

وأشار إلى أن شركاء التنمية التقليديين لأفريقيا الذين لديهم تاريخ طويل من استغلال أفريقيا سيجدون صعوبة في التنافس مع مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها الصين لأن المبادرة تقوم على التعاون المتبادل والصداقة وليس الاستغلال.

وأثناء حديثه في المنتدى، قال مصطفى حيدر سيد، المدير التنفيذي للمعهد الباكستاني الصيني، إن مبادرة الحزام والطريق قدمت مجموعة واسعة من المشاريع التي تعود بالنفع حاليا على الاقتصادات الأفريقية.

وأضاف "من خلال مبادرة الحزام والطريق، تم بناء طرق وخطوط سكك حديدية وجسور ومستشفيات ومدارس ومطارات وغيرها في أفريقيا، الأمر الذي ساهم في تعزيز التجارة وزيادة خلق فرص العمل وتحسين خدمات النقل والتعليم والصحة بين الدول الأفريقية".

وذكر سيد أن مبادرة الحزام والطريق أثرت بشكل إيجابي على السكان المحليين من خلال توفير فرص عمل لهم، خاصة أولئك الذين يعملون في مشاريع البناء، مضيفا أن مبادرة الحزام والطريق هي مبادرة تنموية عالمية تقوم على التعاون والتنمية متعددة الأطراف، وليست فخا للديون كما يسميها العالم الغربي.

وفي حديثه خلال الاجتماع، قال تشا داو جيونغ، أستاذ الاقتصاد السياسي الدولي في كلية الدراسات الدولية ومعهد التعاون والتنمية فيما بين بلدان الجنوب في جامعة بكين بالصين، إن مبادرة الحزام والطريق تركز على تسهيل التجارة الدولية والتمكين من تحقيق سلسلة توريد عالمية سلسة.

وأضاف أن "مبادرة الحزام الصينية أتاحت منصة للاقتصادات المنخفضة والمتوسطة الدخل في أفريقيا لتسجيل نمو كبير من حيث تطوير البنية التحتية وخلق فرص العمل وتحسين الفرص التجارية".

ومن جانبه قال كافينس أديري، وهو باحث كيني في العلاقات الدولية يركز على العلاقات الصينية الأفريقية، إن مبادرة الحزام والطريق مكنت الصين من مشاركة تجربتها التنموية مع الدول النامية الأفريقية، مشيرا إلى أن "الحكومة الكينية عملت عن كثب مع الصين، الأمر الذي أدى إلى تحقيق نتائج عظيمة مثل خط سكة حديد مومباسا-نيروبي المعياري، الذي لعب دورا مهما في تعزيز النمو الاقتصادي بكينيا".

ولفت كافينس إلى أن مبادرة الحزام والطريق وفرت فرص عمل وفتحت آفاقا لزيادة التعاون الرقمي، مضيفا أن المبادرة لديها القدرة على دفع قارة أفريقيا بأكملها إلى الأمام.

وفي حديثه خلال المنتدى، قال جورج نسامبا، وهو ممارس مستقل لإدارة المخاطر يعمل في جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، إن الصين من خلال مبادرة الحزام والطريق نفذت الكثير من مشاريع البناء في الجنوب الأفريقي والتي كان من شأنها تحسين حياة ودخل العديد من الناس في الجنوب الأفريقي.

وأضاف أن "مبادرة الحزام والطريق حققت تحسنا كبيرا في تطوير البنية التحتية بأفريقيا وأطلقت مشاريع تؤدي إلى نمو الإنتاجية الزراعية. وخلال جائحة كوفيد-19، قدم أطباء صينيون دعما طبيا للمستشفيات، وتم بناء مجموعة واسعة من المستشفيات في دول الجنوب الأفريقي لاستيعاب مرضى كوفيد-19".

وأوضح نسامبا أن مبادرة الحزام والطريق أدت إلى زيادة مشاريع البنية التحتية في إفريقيا من خلال بناء مراكز تسوق وجسور وخطوط سكك حديدية ومدارس ومستشفيات، ما عزز التحول الاجتماعي والاقتصادي في إفريقيا.

وفي نفس السياق، ذكر مووسي كاراكي، الرئيس السابق للعلاقات العامة/الاتصالات المؤسسية في السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا (الكوميسا)، أن مبادرة الحزام والطريق لديها إمكانات هائلة يمكن أن تساعد البلدان الأفريقية على تحسين التجارة البينية الأفريقية وتعزيز سلاسل التوريد العالمية للاستيراد والتصدير.

وأكد كاراكي قائلا إن "الحقيقة المتمثلة في أن الصينيين استطاعوا بناء بلادهم من الصفر والوصول إلى ما هم عليه اليوم، يجب أن تكون مصدر إلهام للدول الأفريقية".

تجدر الإشارة إلى أن مبادرة الحزام والطريق، التي اقترحتها الصين في عام 2013 لتعزيز النمو المشترك وتحقيق المنفعة المتبادلة، تتضمن تطوير البنية التحتية وتيسير التجارة والاستثمار وتعزيز التبادلات الشعبية بهدف تحسين الربط على نطاق عابر للقارات.

وتعد الصين أكبر شريك تجاري لأفريقيا منذ أكثر من 12 عاما. وفي إطار مبادرة الحزام والطريق، ضاعف الجانبان جهودهما لدفع التعاون.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق