شي جينبينغ يحضر الاجتماع الـ22 لمجلس رؤساء الدول الأعضاء بمنظمة شانغهاي للتعاون ويلقي فيه كلمة مهمة

حضر رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ الاجتماع الـ22 لمجلس رؤساء الدول الأعضاء بمنظمة شانغهاي للتعاون في مركز المؤتمرات الدولي بسمرقند يوم 16 سبتمبر بالتوقيت المحلي.

ترأس الاجتماع الرئيس الأوزبكي شوكت ميرضيائيف الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمنظمة شانغهاي للتعاون. وحضر الاجتماع رؤساء الدول الأعضاء بالمنظمة بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف والرئيس القيرغيزي صدير جاباروف والرئيس الطاجيكي إمام علي رحمن ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، ورؤساء الدول المراقبة بينهم الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والرئيس المنغولي أوخنا خوريلسوخ، والضيوف للرئيس الدوري بينهم الرئيس التركماني سردار بيردي محمدوف والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والممثلون من المنظمات الدولية والإقليمية المعنية.

ألقى شي جينبينغ في الاجتماع كلمة مهمة تحت العنوات "التمسك بالتيار العصري وتعزيز التضامن والتعاون وخلق مستقبل جميل". (سينشر النص الكامل للكلمة فيما بعد)

        أشار شي جينبينغ إلى أن هذا العام يصادف الذكرى الـ20 لتوقيع ميثاق منظمة شانغهاي للتعاون والذكرى الـ15 لتوقيع معاهدة حسن الجوار والصداقة والتعاون على المدى الطويل للدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون. استرشادا بهاتين الوثيقتين المنهجيتين كحجر الزاوية فكريا والدليل الإرشادي عمليا، نجحت منظمة شانغهاي للتعاون بشكل تدريجي في استكشاف طريق من النمو والتقدم لمنظمة دولية ناشئة، كما تمت بلورة سلسلة من الخبرات الناجحة المهمة والملهمة، ألا وهي التمسك بالثقة السياسية المتبادلة، والتمسك بالتعاون المتبادل المنفعة، والتمسك بالتعامل بالمساواة، والتمسك بالانفتاح والتسامح، والتمسك بالإنصاف والعدالة. تجسد الخبرات المذكورة ذات النقاط الخمس بجلاء "روح شانغهاي" المتمثلة في الثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتشاور واحترام الحضارات المتنوعة والسعي للتنمية المشتركة. قد أثبتت التجارب أن "روح شانغهاي" لا تمثل مصدر الحيوية لتطور وتقدم منظمة شانغهاي للتعاون فحسب، بل وهي المرجعية الأساسية التي يجب أن تلتزم بها المنظمة على المدى الطويل. قد حققنا في الماضي نجاحات كبيرة في ترجمة "روح شانغهاي" على أرض الواقع، وسنتقدم إلى الأمام في المستقبل متمسكين بـ"روح شانغهاي".

أكد شي جينبينغ أنه في الوقت الراهن، تتسارع وتيرة التغيرات الكبرى التي لم يشهدها العالم منذ مائة سنة، ويدخل العالم مرحلة جديدة من الاضطراب والتحول.  يقف المجتمع البشري عند مفترق الطرق وأمامه تحديات غير مسبوقة. في ظل الظروف الجديدة، ينبغي أن تقوم منظمة شانغهاي للتعاون كقوة بناءة مهمة في الشؤون الدولية والإقليمية بمواجهة تقلبات الأوضاع الدولية بشجاعة والتمسك بالتيار العصري بثبات وتعزيز التضامن والتعاون، بما يدفع إقامة مجتمع مستقبل مشترك أوثق لمنظمة شانغهاي للتعاون.

أولا، تعزيز الدعم المتبادل. علينا أن نعزز التبادل الرفيع المستوى والتواصل الاستراتيجي، ونعمق الفهم المتبادل والثقة السياسية المتبادلة، وندعم الجهود الرامية إلى صيانة الأمن والمصالح التنموية لبعضنا البعض، ونرفض سويا التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى تحت أي ذريعة، ونؤكد على وضع المستقبل والمصير للدول الأعضاء تحت سيطرتها.

ثانيا، توسيع التعاون الأمني. نرحب بجميع الأطراف للمشاركة في تنفيذ مبادرة الأمن العالمي التي تدعو كافة الدول إلى الالتزام بمفهوم الأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام والدفع بإقامة منظومة أمنية متوازنة وفعالة ومستدامة. علينا أن نحارب "القوى الثلاث" وتهريب المخدرات والجرائم الإلكترونية والجرائم المنظمة العابرة للحدود بشكل حازم، ونواجه التحديات الأمنية غير التقليدية مثل أمن البيانات والأمن البيولوجي وأمن الفضاء الخارجي بشكل فعال. إن الجانب الصيني على استعداد لتدريب 2000 عنصر إنفاذ القانون للدول الأعضاء خلال خمس سنوات مقبلة، وإنشاء قاعدة الصين-منظمة شانغهاي للتعاون لتدريب الأكفاء المتخصصين في مكافحة الإرهاب، وتعزيز بناء القدرات على إنفاذ القانون لكافة الأطراف.

ثالثا، تعميق التعاون العملي. إن الجانب الصيني على استعداد للعمل مع كافة الأطراف على تنفيذ مبادرة التنمية العالمية على أرض الواقع في المنطقة، والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة في دول المنطقة. علينا أن ننفذ بشكل فعال البيانين الصادرين عن القمة بشأن حماية أمن الطاقة والأمن الغذائي الدوليين. سيقدم الجانب الصيني مساعدات إنسانية عاجلة بما فيها الحبوب بقيمة 1.5 مليار يوان صيني إلى الدول النامية ذات الاحتياجات. علينا أن ننفذ الوثائق التعاونية في مجالات التجارة والاستثمار وتشييد البنية التحتية وحماية سلاسل الإمداد والابتكار التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، ونواصل تعزيز المواءمة بين مبادرة "الحزام والطريق" والاستراتيجيات التنموية لمختلف الدول ومبادرات التعاون الإقليمية. سيستضيف الجانب الصيني اللقاء الوزاري للتعاون الإنمائي ومنتدى سلاسل الصناعة والإمداد في إطار المنظمة في العام المقبل، وسينشئ مركز التعاون بين الصين ومنظمة شانغهاي للتعاون في مجال البيانات الضخمة، بما يبني محركا جديدا للتنمية المشتركة. إن الجانب الصيني على استعداد للتعاون مع كافة الأطراف في مجال الفضاء وتوفير دعم لها في القضايا مثل التنمية الزراعية وتعزيز التواصل والترابط والإغاثة والحد من الكوارث.

رابعا، تعزيز التواصل الإنساني والثقافي. علينا أن نعمق التعاون في مجالات التعليم والتكنولوجيا والثقافة والصحة ووسائل الإعلام والإذاعة والتلفزيون، ونواصل إقامة الفعاليات النموذجية بما فيها مخيم التواصل بين الشباب ومنتدى المرأة ومنتدى الصداقة الشعبية ومنتدى الطب التقليدي، وندعم المؤسسات الأهلية بما فيها مجلس التعاون وحسن الجوار التابع لمنظمة شانغهاي للتعاون أن تلعب دورها المطلوب. سيبني الجانب الصيني منطقة نموذجية بين الصين ومنظمة شانغهاي للتعاون لألعاب الجليد والثلج، وسيستضيف منتدى الحد من الفقر والتنمية المستدامة ومنتدى المدن المتوأمة في العام المقبل. وفي السنوات الثلاث القادمة، سيجري الجانب الصيني 2000 عملية جراحة إعتام عدسة العين مجانا ويوفر 5000 منحة في مجال تدريب الموارد البشرية لمواطني الدول الأعضاء للمنظمة.

خامسا، التمسك بتعددية الأطراف. علينا أن نحافظ بكل ثبات على المنظومة الدولية التي تكون الأمم المتحدة مركزا لها والنظام الدولي القائم على أساس القانون الدولي، ونكرس القيم المشتركة للبشرية جمعاء، وننبذ اللعبة الصفرية وسياسة التكتلات. كما يتعين علينا أن نوسع التبادلات بين المنظمة والمنظمات الدولية والإقليمية الأخرى بما فيها الأمم المتحدة، ونتمسك بتعددية الأطراف الحقيقية، ونعمل على استكمال الحوكمة العالمية، وندفع يدا بيد تطور النظام الدولي نحو اتجاه أكثر عدلا وإنصافا.

أكد شي جينبينغ أن الحفاظ على السلم والتنمية في أوراسيا يمثل من التطلعات المشتركة لدول المنطقة وحتى العالم بأسره. بهذا الصدد، تتحمل منظمة شانغهاي للتعاون مسؤولية مهمة. إن الدفع بتوسيع عضوية المنظمة وتفعيل دورها الإيجابي سيضفي طاقة إيجابية وحيوية جديدة على الجهود الرامية إلى صيانة السلام الدائم والازدهار المشترك في أوراسيا والعالم. يدعم الجانب الصيني توسيع عضوية المنظمة بخطوات إيجابية ومتزنة واستغنام الفرص وحشد التوافق وتعميق التعاون، من أجل خلق مستقبل أفضل لأوراسيا.

 أشار شي جينبينغ إلى أن الصين تتمسك بالتوفيق بين الوقاية والسيطرة على الجائحة وبين التنمية الاقتصادية والاجتماعية منذ مطلع العام الجاري. في الوقت الذي تمكننا فيه من حماية سلامة أبناء الشعب وصحتهم بأكبر قدر ممكن، نجحنا في الحفاظ على استقرار الأساسيات للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بأكبر قدر ممكن. لم تتغير أساسيات الاقتصاد الصيني المتميزة بالصمود القوي والإمكانيات الكبيرة والمجال الواسع للتحرك والتوجه نحو الأفضل على المدى البعيد، الأمر الذي سيوفر ديناميكية قوية لاستقرار وتعافي الاقتصاد العالمي، ويتيح فرصا سوقية أرحب لمختلف الدول. سنعقد المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني بعد شهر، سيتم خلال المؤتمر الاستعراض الشامل للإنجازات الهامة والخبرات الثمينة لعملية الإصلاح والانفتاح في الصين، ووضع البرامج التنفيذية والسياسات والمبادئ العامة لمواكبة المتطلبات الجديدة لتطور القضايا في الصين في العصر الجديد والمسيرة الجديدة وتطلعات الشعب الجديدة. سنلتزم بتحقيق النهضة العظيمة للأمة الصينية عبر التحديث على النمط الصيني، وسنواصل العمل على الدفع بإقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية وتوفير الفرص الجديدة للعالم عبر التنمية الجديدة في الصين، بما يساهم بالحكمة والقوة في السلام والتنمية في العالم وتقدم الحضارة البشرية.

أكد شي جينبينغ أخيرا أننا سنصل الى الهدف المنشود إذا واصلنا السير نحوه. لنبذل جهودا حثيثة لتكريس "روح شانغهاي" في سبيل التطور المستقر والمستمر لمنظمة شانغهاي للتعاون، ونعمل سويا على بناء ديار جميلة يسودها السلام والاستقرار والازدهار والجمال.

وقع وأصدر قادة الدول الأعضاء "بيان سمرقند لمجلس قادة الدول الأعضاء بمنظمة شانغهاي للتعاون". كما تم إصدار خلال الاجتماع بيانات ووثائق متعلقة بصيانة أمن الطاقة الدولي والأمن الغذائي الدولي ومواجهة تغير المناخ والحفاظ على الأمن والاستقرار والتنوع لسلاسل الإمداد، وتوقيع مذكرة التفاهم بشأن التزامات انضمام الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى منظمة شانغهاي للتعاون، وإطلاق إجراءات قبول جمهورية بيلاروسيا كعضو للمنظمة، ومصادقة أن تكون جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية ودولة قطر مع الموافقة على أن تكون مملكة البحرين وجمهورية المالديف والإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت وجمهورية اتحاد ميانمار شركاء حوار جدد، واعتماد سلسلة من القرارات بما فيها الخطة التنفيذية خلال السنوات الخمس المقبلة لمعاهدة حسن الجوار والصداقة والتعاون على المدى الطويل بين للدول الأعضاء. كما قرر الاجتماع تسلم جمهورية الهند الرئاسة الدورية القادمة لمنظمة شانغهاي للتعاون خلال فترة ما بين عامي 2022 و2023.

حضر الاجتماع دينغ شيويسيانغ ويانغ جيتشي ووانغ يي. 

 

 

 

 

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق