تقرير إخباري: ملف المصالحة يعود للواجهة مرة أخرى في ظل جهود جزائرية لإنهاء الانقسام الفلسطيني

عاد ملف المصالحة إلى واجهة المشهد الفلسطيني مرة أخرى في ظل جهود جديدة تبذلها الجزائر لإنهاء حالة الانقسام المستمرة منذ 15 عاما.

واستضافت الجزائر خلال الأيام الماضية وفودا من حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وفصائل فلسطينية أخرى، وعقدت لقاءات مع كل منها على حدة لتقديم رؤيتهم بشأن نجاح المصالحة الفلسطينية.

وجاءت هذه الخطوة تتويجا لدعوة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، خلال لقاء جمعه مع نظيره الفلسطيني محمود عباس بالجزائر في السابع من ديسمبر الماضي.

وكان الرئيس الجزائري قد أعلن أن بلاده ستستضيف لقاء جامعا للفصائل الفلسطينية لتوحيد الصف الفلسطيني وإنهاء حالة الانقسام، الأمر الذي لاقى ترحيبا من الرئيس عباس وحركتي فتح وحماس.

ورغم وجود تباين في موقف الحركتين، إلا أن مسؤولين جزائريين أكدوا للوفود المشاركة أن مساعيهم في استعادة الوحدة الوطنية لن تتوقف.

ومن المقرر أن تستكمل هذه المساعي هذا الأسبوع من خلال استضافة اجتماعات جديدة موسعة لإجراء حوار وطني شامل من أجل إنهاء حالة الانقسام، بمشاركة 14 فصيلا فلسطينيا.

وأكد الرئيس الفلسطيني وجود قرار مركزي في حركة فتح بالتجاوب مع جهود المصالحة المبذولة والعمل على إنجاحها لتحقيق المصالحة.

وشدد عباس خلال اجتماع عقدته اللجنة المركزية لحركة فتح في مقر الرئاسة بمدينة رام الله أول يوم الجمعة(30 سبتمبر) على وجوب استناد المصالحة للقرارات الدولية والإقرار بأن منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

وأكدت مركزية فتح في بيان ختامي تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه الحرص على إنجاح هذه الجهود الجزائرية بما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني ويسهم في تحقيق وتعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة "الأخطار المحدقة بالقضية الوطنية".

واتهم البيان إسرائيل وبعض القوى الإقليمية والدولية بأنها "لا تريد تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي لأن استمرار هذا الانقسام يصب في مصلحتها ويعرقل المساعي الفلسطينية الرامية لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".

وكان وفد من حركة فتح قد عاد قبل أيام من الجزائر إلى الضفة الغربية بعد عقده سلسلة اجتماعات مع المسؤولين الجزائريين وتسليمهم رؤية الحركة بشأن المصالحة الفلسطينية، على أن يعود مرة أخرى للمشاركة في الحوار الوطني الشامل.

وضم الوفد نائب رئيس الحركة محمود العالول، وعضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لفتح عزام الأحمد، ورئيس المجلس الوطني الفلسطيني عضو مركزية فتح روحي فتوح.

وقال الناطق باسم حركة فتح منذر الحايك، في تصريح لـ((شينخوا)) إن الحركة قدمت رؤيتها للمصالحة الفلسطينية في الجزائر وتبدأ بتوحيد مؤسسات السلطة الفلسطينية ومن ثم الذهاب لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وأعرب الحايك عن أسفه بوجود من "يعرقل مسيرة المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام الداخلي لأهواء شخصية ومصالح حزبية".

وسبق تواجد وفد حركة فتح في الجزائر وفد آخر من حركة حماس برئاسة خليل الحية رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية، ضم عضوي المكتب السياسي ماهر صلاح وحسام بدران، وعقد سلسلة لقاءات مع الفريق الجزائري المختص بملف المصالحة.

وقال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم، للصحفيين في غزة، إن حركته قدمت رؤية متكاملة بخصوص المصالحة تنسجم مع غالبية الفصائل الفلسطينية، معربا عن أمله بوجود نفس الروح الإيجابية لدى حركة فتح.

وأضاف قاسم أن قيادة حماس تجري حوارات واتصالات مع المسؤولين في الجزائر لإنجاح الحوارات، مؤكدا أن حركته معنية بإنجاحها والوصول إلى تفاهمات لدفع مشوار المصالحة للأمام.

ويرى مراقبون فلسطينيون أن جولة الحوار في الأراضي الجزائرية فرصة مهمة لوصول الفصائل الفلسطينية إلى اتفاق لإيجاد مرجعية فلسطينية موحدة لمواجهة السياسات الإسرائيلية.

وقال المحلل السياسي من رام الله هاني المصري، لـ((شينخوا))، إن المصالحة وتوحيد الفلسطينيين من مختلف الفصائل والساحات خطوة ضرورية ومطلوبة في هذا التوقيت لمواجهة المشروع الإسرائيلي الذي يزداد شراسة وتطرفا في محاولة تصفية القضية الفلسطينية.

وأضاف المصري أن الذي يمنع حدوث اختراق في ملف الوحدة الوطنية طيلة الأعوام الماضية تغليب المصالح الفردية والفئوية على المصلحة الوطنية، حيث تبلورت بنية سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية راسخة تتناقض مصالح أفرادها مع المصلحة الوطنية.

وأشار إلى غياب القناعة بأهمية الشراكة وعدم توفر الإرادة السياسية لإنجاز الوحدة والخشية من دفع الثمن في مواجهة الأطراف والمحاور والدول، وعلى رأسها إسرائيل التي شقت الطريق للانقسام الذي يبيض لها ذهبا، وتقوم بريّه باستمرار حتى يصل إلى نقطة التجذر واللاعودة والانفصال.

ويعاني الفلسطينيون من انقسام داخلي منذ منتصف عام 2007 إثر سيطرة حركة حماس على الأوضاع في قطاع غزة بالقوة، فيما فشلت عدة تفاهمات في تحقيق المصالحة. 

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق