مبعوث صيني: عقلية الحرب الباردة لا تزال أكبر تهديد للسلام والاستقرار العالميين

 قال السفير الصيني لشؤون نزع السلاح لي سونغ يوم الاثنين (10 أكتوبر) إن الحرب الباردة انتهت منذ أكثر من 30 عاما، لكن عقلية الحرب الباردة لا تزال أكبر تهديد للسلام والاستقرار في العالم.

وذكر لي في بيان خلال المناقشة العامة للجنة الأولى للدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة أنه في الوقت الحالي، يواجه هيكل الأمن العالمي، بالإضافة إلى الآليات الدولية للحد من التسلح ونزع السلاح وعدم الانتشار، التحدي الأشد منذ نهاية الحرب الباردة.

وأضاف أن بعض الدول، مدفوعة بعقلية الحرب الباردة، حرضت باستمرار على المنافسة والمواجهة بين الدول الكبرى وعززت كتلها العسكرية وأثارت بشكل متعمد الخلافات وفاقمتها.

وأفاد لي أن "مثل هذه السياسات تقوض بشكل خطير الثقة المتبادلة بين الدول الكبرى، وتعرض التوازن والاستقرار الإستراتيجيين العالميين للخطر، وتعرقل العملية الدولية للحد من التسلح ونزع السلاح".

وفي معرض توضيحه لمواقف الصين ومقترحاتها، قال المبعوث إنه يتعين على الدول الكبرى، وخاصة الدول الحائزة للأسلحة النووية، التخلي عن مفاهيم المنافسة الإستراتيجية ومواجهة الكتل، ووقف أي سعي لتحقيق الأمن الحصري أو المطلق، والتوقف عن وضع أمنها الخاص فوق أمن الآخرين.

وفي يناير من هذا العام، أصدر قادة الدول الخمس الحائزة للأسلحة النووية بيانا مشتركا، شددوا فيه على أنه لا يمكن الانتصار في حرب نووية ويجب عدم خوضها أبدا، وأكدت هذه الدول مجددا على عدم توجيه أي من أسلحتها النووية ضد بعضها البعض، أو ضد أي دولة أخرى.

وقال لي إن هذا البيان التاريخي له أهمية كبيرة وبعيدة المدى لمنع الحرب النووية وتجنب سباقات التسلح، مضيفا أنه يتعين على الدول الخمس الحائزة للأسلحة النووية زيادة تعزيز التواصل والتعاون ودعم التوازن والاستقرار الإستراتيجيين العالميين بشكل مشترك.

وتابع "نأمل أن تستجيب جميع الدول الحائزة للأسلحة النووية بشكل إيجابي للدعوة المتكررة من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والصين لتبني سياسة عدم البدء باستخدام الأسلحة النووية".

وأردف أنه يتعين على البلدين اللذين يمتلكان أكبر ترسانتين نوويتين أن يضطلعا بجدية بمسؤولياتهما الخاصة والرئيسية تجاه نزع السلاح النووي، وأن يخفضا بشكل كبير وجوهري ترسانتيهما النوويتين بطريقة قابلة للتحقق ولا رجعة فيها وملزمة قانونا، بغية تهيئة الظروف اللازمة لنزع السلاح النووي متعدد الأطراف.

وشدد لي على أنه يتعين على الولايات المتحدة وقف تطوير أو نشر أنظمة دفاع صاروخي إقليمية أو عالمية، والامتناع عن نشر صواريخ أرضية متوسطة المدى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وأوروبا، ويجب ألا تكرر ترتيبات المشاركة النووية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وأشار السفير إلى أن التعاون الثلاثي بشأن الغواصات العاملة بالطاقة النووية بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا (أوكوس) يتعارض مع هدف وغرض معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ويوجه ضربة خطيرة لنظام ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويشكل مخاطر شديدة للانتشار النووي، ويقوض السلم والاستقرار الإقليميين.

وقال إن "الصين تعرب عن قلقها العميق ومعارضتها الشديدة لمثل هذا التعاون. وتدعو الصين جميع أعضاء المجتمع الدولي، وخاصة الدول الأعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لإيلاء اهتمام كبير لهذه القضية، وإجراء مناقشات مستفيضة، والتعامل مع القضية بحكمة، من أجل الحفاظ على سلامة وفعالية النظام الدولي لعدم الانتشار النووي".

وبيّن لي أن الصين قد اضطلعت بدور نشط في العملية الدولية للحد من التسلح ونزع السلاح وعدم الانتشار وعملت على دفعها، مضيفا أن الصين تقف على أهبة الاستعداد للتعاون مع الدول الأخرى في تنفيذ مبادرة الأمن العالمي، ودعم النظام الدولي المتعدد الأطراف بقوة، ودفع عملية نزع السلاح الدولي بفعالية، من أجل المساهمة في بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق