المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني يحدد خريطة البلاد المقبلة

مهدي ديراني - بكين

ضمن مخرجات المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي، ستنحو الصين في تجاه أكثر حزماً تجاه إدارة الملفات، بقيادة الحزب الحاكم.

لطالما أكّد الحزب الشيوعي الصيني أهمية تنسيق التنمية والأمن في إدارته ملفات البلاد، ومواجهة التحديات الخارجية. هي فلسفة انتهجها الحزب منذ تأسيسه وعمل لترسيخها في مؤسسسات وإدارات حكمه.

على مدى السنوات الخمس المقبلة، ومن ضمن مخرجات المؤتمر المتوقعة، يبدو أنّ الصين تسعى في اتجاه أكثر حزماً تجاه إدارة الملفات، بقيادة الحزب الشيوعي الصيني. أهداف مستقبلية مؤكدة، تأتي وسط بيئة دولية معقدة وتحركات دولية تشكّل تحدياً للوحدة الصينية.

لا شكّ في أنّ توقيت المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني يأتي هذا العام وسط مخاطر وتحديات متزايدة قد تعقّد المشهد في حال تفاقمهما. مهمات كثيرةٌ ينتظرها الشعب الصيني والعالم أجمع، لأن تكون ضمن مخرجات المؤتمر الوطني المقبل للحزب الشيوعي الصيني.

لعلّ أبرز هذه المهمات، تلك المتعلقة بتقديم خريطة طريق للحزب في السنوات الخمس المقبلة وما يتبعها، إذ تعد المهمات المجدولة الخريطة التي يبنى على أساسها التجديد الوطني.

يمكن تلخيص أهمية المؤتمر في أنّه الرحلة الجديدة لتطوير منهجية الحكم في الصين على نحو شامل، ضمن هيكلية اشتراكية حديثة أو على الأقل معدّلة..مجتمع تسوده حياة رغيدة، تعزز بالتنمية المحلية وبالاعتدال.

في المؤتمر، سينتخب الحزب الشيوعي الصيني لجنة مركزية جديدة له، وقيادة عليا، ولجنة مركزية جديدة لتقييم انضباطه. ومن المرجح أيضاً أن يجري إدخال تعديلات على دستور الحزب في المؤتمر، كما يجرى عادة كل 5 سنين.

إلى جانب ذلك، سيجدّد الحزب الشيوعي الصيني دعوته الدول إلى تنفيذ مبادرة التنمية العالمية المقترحة من الصين ومبادرة الأمن العالمي لتعزيز التنمية العالمية، على اعتبار أنهما تمثلان أداة تسريع شاملة لأجندة الأمم المتحدة بشأن التنمية المستدامة العالمية.

كما أنّ المؤتمر سيشكّل محطة مهمة يسلط من خلاله الضوء على الحاجة الملحة إلى تنسيق التنمية والأمن في ظل الظروف الجديدة للتنمية والإصلاح والانفتاح، فضلاً عن المخاطر والتحديات الخارجية المتزايدة.

ومما لا شك فيه أنّ الحزب الشيوعي الصيني، أدى دوراً أساسياً في تحويل الصين من دولة زراعية إلى محرك للنمو العالمي وقوة اقتصادية عالمية تخشاها الدول المنافسة. كما وأخذ الحزب الشيوعي الصيني، منذ زمن طويل، قضية الأمن القومي على محمل الجد باعتبارها ركيزة من أركان الحكم في البلاد، ضمن إطار تحقيق التمنية المحلية الشاملة، ثم تحقيق التنمية العالمية.

--- شي: المهام الاستراتيجية للحزب مفتاح حملة التحديث

الرئيس الصيني والأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، شي جين بينغ، شدّد بدوره على أنّ المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني سيؤكّد المهمات الاستراتيجية التي يتطلّع إلى تنفيذها الحزب.

وأضاف أنّ المؤتمر سيؤكد الخطوات الرئيسة التي سيتخذها الحزب في المرحلة المقبلة، والتي تمثل مفتاح مسيرة التحديث في البلاد.

هذا إلى جانب تشديده على ضرورة بذل جهد أكبر لوضع خطط وإجراءات جديدة لمعالجة مشكلة التنمية غير المتوازنة على مستوى البلاد.

أمّا على صعيد التطورات المتسارعة في المشهد الدولي، فقد أشار الرئيس شي إلى أنّ الصين أمام فرص ومهمات استراتيجية جديدة في مرحلتها الجديدة من التنمية، معتبراً أنّ المخاطر والتحديات والمشكلات التي تواجهها قد تزداد تعقيداً.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق