الديمقراطية الشعبية هي راية لطالما رفعها الحزب الشيوعي الصيني. فمنذ تأسيسه، اتخذ الحزب من مهمته ضمان أن يكون الشعب سادة دولتهم. وفي السنوات الأخيرة، أظهر عدد متزايد من استطلاعات الرأي أن الحكومة الصينية تتمتع بمستوى عال من الثقة بين مواطنيها، وهو مستوى لا مثيل له مقارنة بالحكومات أو الأحزاب السياسية الأخرى.

وفي يناير عام 2022، أصدرت شركة استشارات العلاقات العامة الدولية الرائدة إيدلمان ((مقياس إيدلمان للثقة  2022))، الذي يكشف أن ثقة الجمهور في الحكومة الصينية ارتفعت إلى 91 في  المائة عام 2021، بزيادة تسع نقاط مئوية على أساس سنوي. كما تصدرت الصين الترتيب للمرة الثانية. ووجد استطلاع للرأي أجرته جامعة هارفارد واستمر منذ أكثر من عقد من الزمان، أن 90 في المائة من الشعب الصيني راضون عن حكومتهم لسنوات عديدة متتالية.

إن الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية هي مفهوم رئيسي طرحه شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، وهي إجابة الصين على السؤال المهم : إلى أين الديمقراطية العالمية؟ مع الإشارة إلى أنه في الصين لا تتمتع الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية بإطار مؤسسي كامل فحسب، بل إنها تتميز أيضا بمجموعة كاملة من الممارسات التشاركية. إنها الديمقراطية الأكثر شمولا وأصالة ونجاعة.

ومنذ الإصلاح والانفتاح، كانت نسبة إقبال الناخبين في الانتخابات العامة في الصين على مجالس نواب الشعب على مستوى المقاطعات والبلدات تحوم حول 90 في المائة. ولذلك، فإن الإرادة الحقيقية للشعب تنعكس تماما في نتائج الانتخابات. على سبيل المثال، من النصف الأول من عام 2021 وحتى نهاية يونيو 2022، شهدت المقاطعات والمناطق والبلديات الصينية البالغ عددها 31 انتخاب مليون 2 و629 ألف نائب مباشرة في مجالس نواب الشعب على مستوى المقاطعات والبلدات، بما في ذلك 1.064 مليار ناخب. ونتيجة لذلك، اكتملت بالكامل الجولة الأخيرة من الانتخابات العامة لمجالس نواب الشعب على مستوى المقاطعات والبلدات.

وتعد نقاط الاتصال التشريعية على مستوى القاعدة الشعبية ابتكارا مهما في الآلية التشريعية الصينية، ومسارا تشريعيا سريعا من القاعدة إلى القمة يجمع الرأي العام والحكمة الجماعية. ومنذ إنشاء الدفعة الأولى من نقاط الاتصال عام 2015، أنشأت لجنة الشؤون التشريعية التابعة للجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني 22 نقطة اتصال من هذا القبيل، تغطي ثلثي المقاطعات الصينية. وإن الآراء والاقتراحات من القاعدة الشعبية يتم تغذيتها مباشرة إلى أعلى هيئة تشريعية في الصين، وهو انعكاس حقيقي للديمقراطية الشعبية الكاملة العملية.

وفي عملية صياغة السياسات، فإن الدعوة إلى مشاركة عامة واسعة النطاق والاستماع إلى الاقتراحات المقدمة من جميع الأطراف هي خبرات هامة تم اختبارها وإثباتها على مدى السنوات الـ73 الماضية منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية. والخطط الخمسية هي أهم سياسة عامة للحكومة الصينية. وخلال الفترة من 16 إلى 29 أغسطس عام 2020، تم توفير مسودة الخطة الخمسية الرابعة عشرة(2021-2025) للتشاور العام عبر الإنترنت. كانت هذه هي المرة الأولى في تاريخ صياغة الخطط الخمسية والتي يتم فيها إطلاق استشارات عبر الإنترنت. وشارك الجمهور العام حماس، وتلقت الحكومة ما مجموعه أكثر من 1.018  مليون اقتراح، وتم تبني أكثر من 1000 اقتراح منها مباشرة.

ويكمن المفتاح لمعرفة ما إذا كانت الديمقراطية حقيقية أم مزيفة، في قلوب وعقول الناس. وعلى عكس الدول التي تنخرط في "البلوتوقراطية، وسياسات المال، والديمقراطية الأوليغارشية" تحت ستار الديمقراطية، تعمل الصين على تعزيز الديمقراطية الشعبية الكاملة العملية وهي ديمقراطية حقيقية وواسعة النطاق وفعالة.   

                              (بقلم: تشانغ شو هوا، مدير معهد العلوم السياسية ومدير مركز أبحاث الديمقراطية الاشتراكية في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية)