رئيس مجلس الدولة الصيني يدعو إلى صداقة أقوى بين الصين وكمبوديا وتعزيز تعاون شرق آسيا

دعا رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ يوم الاثنين (7 نوفمبر) إلى صداقة أقوى بين الصين وكمبوديا وتعزيز تعاون شرق آسيا، وذلك قبل زيارته الرسمية لكمبوديا وحضور اجتماعات القادة بشأن تعاون شرق آسيا.

وقال لي في مقال موقع نشرته صحيفتا ((خمير تايمز)) و((جيان هوا ديلي)) في كمبوديا، إن السنوات الأخيرة شهدت نموا مستمرا للعلاقات الصينية-الكمبودية.

ومشيرا إلى الزيارة الناجحة للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى كمبوديا عام 2016، ومنحه ملكة كمبوديا الأم نورودوم مونينيث سيهانوك وسام الصداقة لجمهورية الصين الشعبية في عام 2020، أوضح لي أن الحدثين يمثلان فصلين جديدين في الصداقة بين الصين وكمبوديا.

وتابع رئيس مجلس الدولة قائلا إن "تعاوننا الصادق أظهر نتائج ملموسة، إذ أن مثل هذه الإنجازات مسجلة في تاريخ سعينا المشترك لتحقيق التنمية المشتركة، وستظل محفورة إلى الأبد في ذاكرتنا".

ومضى قائلا إن "مثل هذه الإنجازات ستدفع بالعملية التاريخية للصين ودول رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) للعمل معا من أجل مستقبل مشترك".

واستطرد قائلا إنه في ظل التغييرات العميقة والمعقدة في المنطقة والعالم، والبروز الملحوظ لعوامل عدم الاستقرار وعدم اليقين وعدم الأمن، فإنه من الضروري أن تبني دول المنطقة على خبراتها التاريخية وتغتنم الفرص الحالية، وتفتح آفاقا جديدة للمستقبل إذا أرادت الحفاظ على الاستقرار وعلى استمرار زخم التنمية.

وأشار "خلال السنوات العشر الماضية، استفادت الصين ودول أخرى في المنطقة من القرب الجيوسياسي والتكامل الاقتصادي والتقارب الثقافي بيننا وكذا إمكاناتنا من أجل تعزيز التعاون الموجه نحو النتائج".

وقال لي، على سبيل المثال، إنه تم إنجاز عدد من المشروعات الكبرى مثل خط السكة الحديد بين الصين ولاوس وخط سكة حديد جاكرتا-باندونغ فائق السرعة، ما يوفر دعامة قوية للنمو الاقتصادي وتحسين سبل العيش في المنطقة.

وقال لي "واصلنا الدفع باتجاه تحرير التجارة والاستثمار وتسهيلهما، حيث صمدت التجارة بين الصين والآسيان في وجه الصعوبات الخارجية، ونما حجم التجارة بينا من 400 مليار دولار أمريكي إلى 800 مليار دولار أمريكي".

وفي سياق إشارته إلى دخول اتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة حيز التنفيذ، قال لي إن اتفاقية التجارة الحرة متعددة الأطراف هذه هي الأكبر في العالم من حيث الإجمالي الاقتصادي وعدد السكان المستفيدين، إذ أعطت زخما قويا للتكامل الاقتصادي الإقليمي والعولمة الاقتصادية والتجارة الحرة.

وشدد رئيس مجلس الدولة على أنه رغم الصعوبات والتحديات، فقد تمكنت دول المنطقة من المعالجة الصحيحة للقضايا البحرية وإدارة خلافاتها، حيث مضت قدما في المشاورات حول مدونة قواعد السلوك في بحر الصين الجنوبي، ونفذت تعاونا بحريا موجها نحو النتائج، وعملت على جعل بحر الصين الجنوبي بحرا للسلام والصداقة والتعاون".

وقال إن دول المنطقة أظهرت تضامنا ودعمت بعضها البعض في مواجهة جائحة كوفيد-19 المستمرة، لتضيف بذلك أبعادا جديدة إلى صداقتها.

وأوضح لي، الذي وصف الصداقة بين الصين وكمبوديا بأنها "صداقة ألفية" صمدت أمام اختبار الزمن، أن "هذه الصداقة العظيمة تجاوزت الزمن وظلت قوية كما كانت دائما".

وأضاف "ساندنا ودعمنا بعضنا البعض بشدة بشأن القضايا الخاصة بالمصالح الأساسية والشواغل الرئيسية. وترسخت الثقة المتبادلة والصداقة بعمق في قلوب شعبينا".

وذكر المقال أنه خلال السنوات القليلة الماضية، مع توقيع اتفاقية التجارة الحرة بين الصين وكمبوديا ودخولها حيز التنفيذ، تجاوز حجم التجارة الثنائية 10 مليارات دولار، قبل الموعد المتوقع بعامين.

وتتوفر منتجات الأرز عالي الجودة وأسماك الباسا والموز والمانجو واللونجان القادمة من كمبوديا بسهولة في السوق الصينية وفي قائمة الطعام للأسر الصينية.

وقد استقرت أكثر من 170 شركة من جميع أنحاء العالم في منطقة سيهانوكفيل الاقتصادية الخاصة، التي تم تطويرها بشكل مشترك بين الصين وكمبوديا، ما أدى إلى خلق ما يقرب من 30 ألف فرصة عمل للسكان المحليين.

كما يجري على قدم وساق تشييد المطار الدولي الجديد في مدينة سيام ريب. كما اكتمل بناء الطريق السريع من بنوم بنه إلى سيهانوكفيل، وهو الأول من نوعه في كمبوديا.

واستشرافا للمستقبل، أكد لي في المقال على الحاجة إلى البقاء على الالتزام بالتعددية والعولمة الاقتصادية، الأمر الذي يمثل الطريق إلى الأمام، في مواجهة المشهد الدولي المتقلب والوضع الاقتصادي العالمي الغادر.

وقال لي "نحن بحاجة إلى تعزيز التكامل بين استراتيجيات التنمية لدينا، والتنفيذ الجاد لاتفاقية الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، ودفع تعاوننا على عجلتي التجارة الإقليمية والتجارة الحرة، والعمل معا لبناء اقتصاد إقليمي مفتوح".

وأضاف "نحن بحاجة إلى اغتنام الفرص التي أوجدتها الثورة الجديدة في العلوم والتكنولوجيا والصناعة، وتعزيز دوافع جديدة للتعاون في مجالات مثل شبكات الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والمدن الذكية".

وأكد لي أيضا الحاجة إلى تسريع الانتقال نحو الاقتصاد الرقمي والمجتمع الرقمي، والارتقاء إلى مستوى تحديات تغير المناخ وأزمة أمن الطاقة، ومعالجة تأثير الجائحة على سبل عيش الشعوب.

وأوضح أن الصين ستقوم بدورها في المساعدة على ضمان إمداد مستقر للغذاء والطاقة، وستواصل تعميق التبادلات الشعبية من خلال تعزيز التعاون الثقافي والسياحي.

وفي خضم إشارته إلى أن الصين تساند دائما بقوة وحدة الآسيان ومركزيتها، قال لي إن أصدقاء الصين من الآسيان يمكنهم أن يطمئنوا إلى أنه لن يكون هناك ضغط من الصين عليهم للانحياز إلى جانب، ولكن فقط التشجيع باتجاه تحقيق التقدم المشترك في تضامن".

وقال "كأكبر دولة نامية في العالم، ستظل الصين تركز على إدارة شؤوننا بشكل جيد لتوفير حياة أفضل للشعب الصيني".

وتابع قائلا "للمضي قدما، سنتخذ إجراءات قوية لضمان نمو مطرد وسليم ومستدام للاقتصاد الصيني".

ومضى رئيس مجلس الدولة قائلا إن الصين ستظل ملتزمة بسياستها الوطنية الأساسية المتمثلة في الانفتاح والانفتاح على العالم على نطاق أوسع، وستواصل تعزيز بيئة أعمال تمكينية تستند إلى مبادئ السوق وحكم القانون وتلتزم بالمعايير الدولية.

وأضاف أن "الصين ستقف في أوقات الشدائد إلى جانب كمبوديا والدول الأخرى في المنطقة، وستتعاون لبناء صداقة أقوى بين الصين وكمبوديا وتعاون أوثق في شرق آسيا".

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق