شي جينبينغ يلقي الكلمة الخطابية في قمة الرؤساء التنفيذيين لمنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ ويؤكد على أن الصين ستعمل بكل ثبات على بناء مجتمع المستقبل المشترك لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ

بعد ظهر يوم 17 نوفمبر بالتوقيت المحلي، ألقى الرئيس الصيني شي جينبينغ الكلمة الخطابية تحت العنوان "التمسك بالغاية الأصلية والعمل سويا على تعزيز التنمية وفتح صفحة جديدة للتعاون في منطقة آسيا والمحيط الهادئ" تلبية للدعوة في قمة الرؤساء التنفيذيين لمنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، حيث أكد على أن الصين ستعمل بكل ثبات على بناء مجتمع المستقبل المشترك لآسيا والمحيط الهادئ، وتقدم المزيد من المساهمات في سبيل الاستقرار والازدهار في آسيا والمحيط الهادئ.

أشار شي جينبينغ إلى أن العالم يقف أمام مفترق طرق مرة أخرى. إلى أين يتجه العالم؟ وماذا نفعل ونحن في آسيا والمحيط الهادئ؟ لا بد أن نقدم جوابا. على مدى العقود الماضية، حققت دول آسيا والمحيط الهادئ إنجازات متفوقة في تنمية اقتصادها، وأضفى التعاون الاقتصادي في آسيا والمحيط الهادئ قوة دافعة قوية على التنمية في المنطقة، مما أسهم في زيادة رفاهية الشعوب بشكل فعال. إن التجارب قيمة، فمن المطلوب التمسك بغايتنا الأصلية.

علينا أن نسير على طريق التنمية السلمية. ما دخلت منطقة آسيا والمحيط الهادئ وخاصة الاقتصادات المتوسطة والصغيرة فيها إلى المسار السريع نحو التحديث، إلا بعد تخلصها من غيوم الحرب الباردة، وتلت ذلك "معجزة آسيا والمحيط الهادئ".إن منطقة آسيا والمحيط الهادئ ليست باحة خلفية لأي أحد، ويجب ألا تكونساحة الصراع بين الدول الكبيرة. لن يقبل الشعب ولن يسمح العصر بأيمحاولة لإثارة" الحرب الباردة الجديدة"!

علينا أن نسير على طريق الانفتاح والشمول. على مدى العقود الماضية، ظلت منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ تتمسك بالإقليمية المنفتحة وتلتزم بمبدأ التعددية وعدم التمييز، مما شكل إطار التعاون الإقليمي المتسم بالشمول والنفع للجميع. تتمكن منطقة آسيا والمحيط الهادئ بهذا النوع من الصدر الرحب والنظرة الثاقبة، من اغتنام فرص العولمة الاقتصادية والسير في مقدمة ركب العصر في مجال التكامل الاقتصادي الإقليمي. فإن وقف حتى فك سلاسل الصناعة والإمداد التي تشكلت منذ زمن طويل في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لا يؤدي إلا إلى" الطريق المسدود" للتعاون الاقتصادي فيها.

علينا أن نسير على طريق التعاضد والتساند.  تتمسك منطقة آسيا والمحيط الهادئ منذ زمن طويل بروح الفريق الواحد لتجاوز الصعوبات الحالية، وتبلور الوعي بالمجتمع المشترك عبر التعاون، الأمر الذي شكل أساسا راسخا لتحقيق التطور المستمر. في هذا السياق، علينا تعزيز التعاون وتبادل الدعم والمساعدة، بما يمكن الاقتصاد في آسيا والمحيط الهادئ من كون طليعة في عملية انتعاش الاقتصاد العالمي.

أشار شي جينبينغ إلى أنه في ظل الوضع الجديد، علينا استخلاص الخبرات والدروس التاريخية لمواجهة تحديات العصر،  ودفع التكامل الاقتصادي الإقليمي في منطقة آسيا والمحيط  الهادئ بثبات، والعمل سويا على فتح أفق جديد للتنمية، وبناء مجتمع المستقبل المشترك لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ.

أولا، ترسيخ أسس التنمية السلمية. علينا الالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتكريس مفهوم الأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام، ومعارضة بشكل مشترك عقلية الحرب الباردة والمواجهة بين المعسكرات، وبناء منظومة الأمن لآسيا والمحيط الهادئ.

ثانيا، التمسك بمفهوم التنمية الذي يضع الشعب فوق كل الاعتبارات. علينا الاهتمام بضمان معيشة الشعب في عملية التنمية الاقتصادية، وخلق بيئة شاملة للتنمية. يجب على الاقتصادات المتقدمة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ أن تلعب دورا إيجابيا لدعم الاقتصادات النامية، وبناء شراكة جديدة تتسم بالتضامن والمساواة والتوازن والنفع للجميع.

ثالثا، تكوين معادلة انفتاح على مستوى أعلى. علينا الدفع بعملية إنشاء منطقة التجارة الحرة لآسيا والمحيط الهادئ، والمشاركة في إصلاح منظمة التجارة العالمية على نحو شامل ومعمق، والدفع بالمواءمة بين اتفاق الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة والاتفاق الشامل والتقدمي للشراكة العابرة للمحيط الهادئ واتفاق شراكة الاقتصاد الرقمي، وبناء اقتصاد منفتح في آسيا والمحيط الهادئ.

رابعا، تحقيق التواصل والترابط بدرجة عليا. علينا الدفع بترابط البنية التحتية وتواصل السياسات وتبادل الأفراد بشكل منتظم، استرشادا بالخطوط العريضة للتواصل والترابط لمنظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ. ستعمل الصين بنشاط على تعزيز المواءمة بين بناء "الحزام والطريق" والاستراتيجيات التنموية لمختلف الأطراف، وتضافر جهود لبناء شبكة التواصل والترابط العالية الجودة لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ.

خامسا، بناء سلاسل الصناعة والإمداد المستقرة والسلسة. علينا اتباع قوانين السلوك الاقتصادي والالتزام بمبادئ السوق، وبناء سلاسل الصناعة والإمداد الميسرة والفعالة والآمنة لآسيا والمحيط الهادئ. كما علينا معارضة سويا الأحادية والحمائية.

سادسا، الدفع بتحسين وترقية الاقتصاد. علينا الإسراع في الابتكار التكنولوجي والمؤسسي، وتكوين الاقتصاد الجديد والأشكال الجديدة للأعمال والنماذج التجارية الجديدة، من شأن ذلك تحقيق التحول الرقمي لاقتصاد آسيا والمحيط الهادئ. كما علينا التمسك بالتنمية الخضراء والمنخفضة الكربون، وتكوين القطاعات الخضراء والمالية الخضراء، وتسريع وتيرة بناء معادلة التعاون الأخضر في آسيا والمحيط الهادئ.

      أوضح شي جينبينغ بشكل معمق الخصائص الأساسية والمتطلبات الجوهرية للتحديث الصيني النمط، حيث أشار إلى أن تحقيق التحديث لـ1.4 مليار نسمة من عدد سكان الصين هو حدث كبير لا مثيل له في تاريخ التنمية للبشرية. ستتمسك الصين بوضع الشعب في المقام الأول، وجعل عدد السكان المنتمين إلى الفئة المتوسطة الدخل يتجاوز 800 مليون نسمة في السنوات الـ15 المقبلة، ودفع التطور المستمر للسوق الفائقة الضخامة. ستواصل الصين المضي قدما في تحقيق الرخاء المشترك لجميع أبناء الشعب، وزيادة الاستثمار في التعاون الإنمائي على الصعيد العالمي، وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية، والعمل على بناء مجتمع عالمي للتنمية المشتركة. ستعمل الصين على رفع مستوى الحياة المادية والمعنوية للشعب باستمرار، وتكريس القيم المشتركة للبشرية المتمثلة في السلام والتنمية والعدالة والديمقراطية والحرية، وتساهم في دفع تطور الحضارة العالمية نحو التوازن والإيجابية والخير. ستعمل الصين على دفع التحول الأخضر على نحو شامل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبناء المجتمع المشترك للكائنات الحية بين الإنسان والطبيعة. تسعى الصين إلى تحقيق التنمية في عملية الدفاع الثابت عن السلام والتنمية في العالم، وتحافظ على السلام والتنمية في العالم بشكل أفضل من خلال تنميتها.   

أكد شي جينبينغ على أن الصين حققت تنميتها مستفيدة من منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وهي تعود بالخير على هذه المنطقة بتنميتها أيضا. ستعمل الصين بكل ثبات على بناء مجتمع المستقبل المشترك لآسيا والمحيط الهادئ، وتقدم المزيد من المساهمات في سبيل الاستقرار والازدهار في آسيا والمحيط الهادئ. نأمل من الأصدقاء في قطاع الأعمال العمل على تعزيز التعاون الاقتصادي والمشاركة النشطة في عملية الإصلاح والانفتاح والتحديث في الصين، بما يسهم بطاقة إيجابية في التنمية والازدهار في آسيا والمحيط الهادئ والعالم.

 

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق