مقابلة خاصة: مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية: القمة الصينية العربية الأولى ترسخ الشراكة بين الجانبين

أكد مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية السفير عزت سعد على أن القمة الصينية العربية التي استضافتها السعودية يوم الجمعة "قمة ناجحة ومثمرة وتُرسخ الشراكة" بين الجانبين، مشيرا إلى أن الصين "شريك كبير وموثوق به" للجانب العربي.

وقال سعد، وهو مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، في مقابلة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن "هذه القمة في منتهى الأهمية، لأنها تُعقد للمرة الأولى على الإطلاق، وهى الأولى بعد انتهاء أعمال المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني، كما إنها أول زيارة للرئيس الصيني شي جين بينغ للمنطقة منذ ست سنوات من جولته لثلاث دول في المنطقة، هي مصر والسعودية وإيران، وصدور وثيقة سياسة الصين تجاه الدول العربية، وهي الورقة التي تضمنت إطارا عظيما جدا للعلاقة بين الصين والدول العربية، يشمل كل مجالات التعاون، فالورقة حية حتى اليوم بفضل الإرادة السياسية للجانبين في المضي قدما في تنفيذها".

وأضاف أن "القمة لا تعزز فقط الشراكة الاستراتيجية بين الصين والدول العربية، لأن هذه الشراكة قائمة بالفعل على أرض الواقع ومعلنة وموثقة في اتفاقيات دولية بين الصين وأغلبية الدول العربية، بل ستُرسخها، ولاسيما القواسم المشتركة القوية بينهما".

وأوضح أن "القاسم المهم بين الجانبين هو موضوع الحوكمة العالمية ببعدها السياسي والاقتصادي، حيث يحكم هذه العلاقة مسألة عدم التدخل في الشأن الداخلي واحترام كل جانب لقيم وخصوصيات ومصالح الآخر، وهذا يوفر إطارا قويا جدا للمضي قدما في هذه الشراكة".

ورأى مدير المجلس المصري للشؤون الخارجية أن "القمة العربية الصينية بالتأكيد ستتيح المزيد من فرص التعاون بين الجانبين والمزيد من الصفقات التجارية، فضلا عن توسيعها لدائرة التعاون الاقتصادي والمبادلات التجارية"، مشيرا إلى أن "الصين هي الشريك التجاري الأول على الإطلاق للدول العربية ككتلة واحدة، وعلى المستوى الثنائي هي الشريك التجاري الأكبر لعدد كبير من الدول العربية، من بينها السعودية والإمارات ومصر".

وأكد على أن القمة ستدفع مبادرة الحزام والطريق التي طرحتها الصين بأبعادها الاقتصادية والتجارية والثقافية إلى الأمام، مضيفا أن جميع الدول العربية أيدت ودعمت المبادرة، ولا سيما أنها تتفق مع مبادرات التنمية الداخلية لعدد من الدول مثل السعودية ومصر.

وأردف سعد أنه "بالإضافة إلى مبادرة الحزام والطريق، هناك العديد من المبادرات الصينية التي تلقت دعما وترحيبا كبيرا من الدول العربية، بما في ذلك إنشاء البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، بالإضافة إلى مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي التي أطلقها الرئيس الصيني".

وأشار إلى أن "القمة ستضخ المزيد من الزخم في العلاقات بين الجانبين وانعقادها في حد ذاته يؤشر في هذا التوقيت إلى الأهمية التي يوليها كل جانب للآخر".

وتابع أن "القمة الصينية العربية ستقود العلاقات إلى مستوى جديد، وأثق في أنها ستشكل مرحلة جديدة في دعم وتعزيز العلاقات الصينية العربية، سواء في إطار منتدي التعاون العربي الصيني أو في الإطار الثنائي، كما نقدر الموقف الصيني في القضايا العربية العادلة، خاصة فيما يتعلق بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية، ونؤكد أيضا من جانبنا على مبدأ صين واحدة".

وشدد مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق على أن القمة ستعزز دور الجانبين في السلام والتنمية العالميين، وستتيح مناخا مواتيا لإقامة الاستثمارات والمشاريع بما يعود على الأطراف المختلفة بالمنافع المتبادلة والمصالح المشتركة.

وختم أن "القمة فرصة للصين والدول العربية لتعميق التعاون الشامل وبناء مجتمع صيني عربي، كما إنها بالتأكيد فرصة للمضي قدما في بناء هذا المجتمع المشترك ذي المصير المشترك، وذلك بفضل النوايا الحسنة والإرادة المشتركة للجانبين اللذين يؤمنان تماما بقيم مشتركة تقوم على العدالة والمساواة واحترام الآخر". 

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق