شي وماكرون يتفقان على تعميق التعاون

اتفق الرئيس الصيني شي جين بينغ ونظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، يوم الأربعاء (16 فبراير) على تعميق التعاون بين الصين وفرنسا، ودفع العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي.

وفي محادثة هاتفية بعد ظهر اليوم، قدَّم ماكرون إلى شي والشعب الصيني تحيات الربيع الجديد بمناسبة عام النمر، وقدم تهانيه على الافتتاح الرائع والناجح لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين 2022.

وفي إشارته إلى أن استضافة الصين الدورة في الموعد المقرر تعد مهمة شاقة للغاية في ظل الظروف الحالية، قال ماكرون إن الجانب الفرنسي دعم دائما دورتي الألعاب الأولمبية والبارالمبية الشتويتين في بكين 2022، وسيواصل دعمه الكامل للدورتين.

ووجه الرئيس الصيني تحيات الربيع الجديد إلى ماكرون والشعب الفرنسي، وقدم التهاني على الإنجازات التي حققها الرياضيون الفرنسيون.

وأشار شي إلى أن انعقاد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين بسلاسة كما هو مقرر، يدل على أن المجتمع الدولي يتوق إلى السلام والوحدة والتقدم.

وأشار شي إلى أنه في عام 2021، أجرى مع ماكرون محادثتين هاتفيتين، وحضرا قمتين عبر الفيديو بين الصين وفرنسا وألمانيا، ودعما بنشاط تنمية العلاقات الثنائية.

وقال إن هذه الجهود أسفرت عن نتائج مثمرة، مشيرا إلى أن التجارة الثنائية تجاوزت 80 مليار دولار أمريكي العام الماضي، وزاد إجمالي واردات الصين من المنتجات الزراعية من فرنسا بنسبة 40 بالمئة على أساس سنوي.

وأضاف أن الندوتين الأوليين بين الصين وفرنسا حول الذكاء الاصطناعي والتعاون التكنولوجي الزراعي عُقدتا على التوالي، كما تم إصدار المبادئ التوجيهية الأولى لجمع المشاريع المختبرية المشتركة كما هو مقرر، مشيرا إلى أن كل هذه الجهود كانت ذات أهمية رائدة.

وقال شي إنه في العام الجديد، يتعين على الصين وفرنسا مواصلة المسار الإيجابي والصحي والصاعد، والالتزام بمبدأ الاحترام المتبادل والمساواة، وتعزيز الحوار والتبادلات على المستويات كافة، ودعم التفاهم والثقة المتبادلين، والدفع من أجل تحقيق إنجازات جديدة في التعاون الثنائي.

وأشار إلى أنه منذ تولي فرنسا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي هذا العام، بذلت باريس جهودا كبيرة لتعزيز التضامن داخل الكتلة وتقوية الاستقلالية الاستراتيجية لأوروبا.

وقال شي إنه شدد مرارا على أنه يتعين على الصين والاتحاد الأوروبي التمسك بالفهم الصحيح لبعضهما البعض، والالتزام بالاحترام المتبادل والحوار والتعاون والمنفعة المتبادلة.

وأضاف أنه يتعين على الجانبين العمل معا لبناء أكبر أرضية مشتركة، وتوجيه العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي نحو تحقيق تنمية جديدة.

وقال إن الصين مستعدة للعمل مع فرنسا لإنجاح اجتماع قادة الصين والاتحاد الأوروبي والجولة الجديدة من الحوارات رفيعة المستوى حول الشؤون الاستراتيجية والاقتصادية والتجارية والخضراء والرقمية والشعبية، والمضي قدما في التصديق على اتفاقية الاستثمار بين الصين والاتحاد الأوروبي وتنفيذها، من أجل تحقيق فوائد ملموسة للشعب الصيني وشعوب بلدان الاتحاد الأوروبي.

وقال ماكرون إنه نظرا لأن الوضع الدولي الحالي مشحون بالتوتر والاضطراب، فقد عززت هذه الخلفية أمل فرنسا في تعميق شراكتها الاستراتيجية الشاملة مع الصين.

وأضاف أن فرنسا راضية عن الإنجازات الكبيرة التي حققها البلدان خلال السنوات الأخيرة في التعاون الثنائي في مجالات مثل التكنولوجيا والزراعة والطيران والطاقة النووية.

وأوضح أن بلاده مستعدة للعمل مع الصين لاستكشاف سبل التغلب على تأثير كوفيد-19، وتعزيز تبادلات الأفراد، ودعم الصداقة والثقة المتبادلة، وتعميق التعاون متبادل المنفعة.

وأضاف أنه خلال رئاستها للاتحاد الأوروبي في النصف الأول من هذا العام، ستبذل فرنسا قصارى جهدها لدفع الأجندة الإيجابية بين الاتحاد الأوروبي والصين، وستعمل مع الصين لضمان نجاح اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي والصين، ودفع تنمية العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين إلى الأمام.

كما أعرب الرئيس الفرنسي عن أمله في إحراز تقدم في التصديق على اتفاقية الاستثمار بين الاتحاد الأوروبي والصين، وتنفيذها.

وقد توصل رئيسا الدولتين إلى عدة توافقات مهمة بشأن التعاون الثنائي في المرحلة المقبلة.

أولا، الدفع من أجل التنفيذ المبكر للتعاون في مجال التكنولوجيا الزراعية والتعاون بين الصناعات الزراعية ذات المزايا المحلية. ويشجع الجانب الصيني المزيد من شركات الأغذية الزراعية الفرنسية التي تلبي متطلبات الصين، على التسجيل في الصين.

ثانيا، تعميق مبادرة شراكة التصنيع الأخضر بين الصين وفرنسا، وعلى كل دولة منهما توفير بيئة أعمال نزيهة ومنصفة وغير تمييزية لشركات الدولة الأخرى.

ثالثا، دعم المزيد من البنوك والبنية التحتية المالية الفرنسية في الانضمام إلى نظام الدفع بين البنوك عبر الحدود بالرنمينبي. وسيقوم الجانب الصيني بمراجعة إيجابية لطلبات البنوك الفرنسية للحصول على المؤهلات المالية وفقا للإجراءات والمعايير ذات الصلة.

رابعا، دعم شركات الطيران في البلدين في تعميق التعاون بمختلف الأشكال، وتعزيز اعتماد صلاحية الملاحة الجوية المتبادلة للطائرات.

خامسا، تسريع تنفيذ قائمة الدفعة الرابعة من المشاريع النموذجية في التعاون السوقي مع طرف ثالث.

سادسا، عقد اجتماعي مجموعة فرعية معنيين بالفضاء والفضاء السيبراني في إطار الحوار الاستراتيجي بين الصين وفرنسا، في وقت مبكر، وإجراء حوارات حول الشؤون القطبية والبحرية، وتعزيز الحوار والتبادلات العسكرية على جميع المستويات.

وقد عرض ماكرون رأيه بشأن الوضع الحالي في أوكرانيا.

وشدد شي على أن الأطراف ذات الصلة يجب أن تلتزم بالاتجاه العام للتسوية السياسية، وتستفيد بشكل كامل من المنصات متعددة الأطراف، من بينها صيغة نورماندي، وتسعى إلى تسوية شاملة لقضية أوكرانيا من خلال الحوار والتشاور.

كما تبادل الجانبان وجهات النظر حول القضايا الأخرى محل الاهتمام المشترك.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق