تعليق: من الذي زرع بذور المواجهات ويربح من الفوضى؟

بقلم المحلل السياسي قوان قوهبينغ

تعليق: من الذي زرع بذور المواجهات ويربح من الفوضى؟

أحدثت الاشتباكات الروسية الأوكرانية في بداية ربيع عام 2022 صدمة شديدة للنظام العالمي.

خلال الاشتباكات التي استمرت أكثر من شهر، تدفق الملايين من اللاجئين الأوكرانيين إلى غربي أوروبا، في أخطر أزمة جيوسياسية شهدتها أوروبا منذ انتهاء الحرب الباردة وستعيد تشكيل خيارات السياسات للاتحاد الأوروبي في السنوات المقبلة، حتى أنها ربما ستعيد تشكيل النظام العالمي أيضا خلال العقود المقبلة.

استفادت الولايات المتحدة، بادئة الأزمة، من الحرب الجارية. فمنذ اندلاع الاشتباكات الروسية الأوكرانية، ارتفعت أسعار أسهم المجمعات الصناعية العسكرية الأمريكية الكبرى ارتفاعا ملحوظا. وبعد انتهاء الحرب الباردة، صنعت الولايات المتحدة الفوضى بشكل مباشر أو غير مباشر في منطقة الشرق الأوسط حيث انتشرت نار الحرب من العراق وليبيا إلى سوريا واليمن، واضطرت الكثير من دول الشرق الأوسط لشراء الأسلحة الأمريكية الغالية. كلما تقلب الوضع في المنطقة ازدادت الطلبات للمجمعات الصناعية العسكرية الأمريكية الكبرى. والآن يتجدد السيناريو القديم في أوروبا.

الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أن الولايات المتحدة تصب الزيت على النار من ناحية، ومن ناحية أخرى تصنع موجات في الرأي العام الدولي تستهدف الصين، حيث وضعت الولايات المتحدة الصين في معسكر معادٍ غير موجود أصلا بهدف تشويه صورة الصين الدولية وإعاقة تطورها.

يعارض الشعب الصيني بشدة الاتهامات والتكهنات التي لا أساس لها، ولن يقبل أبدًا محاولات الإكراه والضغط. يعرف الناس في جميع أنحاء العالم أن ما يسمى بالعدالة للولايات المتحدة هي في الواقع أداة للدفاع عن مصالحها وإبقاء هيمنتها على العالم.

فيما يتعلق بقضية أوكرانيا ، ظلت الصين على الدوام صريحة، وتدافع عن العدالة، وتسعى إلى السلام، وتتبنى رؤية طويلة الأمد. ليست  الصين وحدها، فقد أوضحت الهند وباكستان وجنوب إفريقيا والعديد من الدول الأخرى أنها ترفض تحريض الولايات المتحدة والغرب على فرض العقوبات على روسيا، كما أعربت العديد من الدول الأوروبية عن معارضتها تصعيدا ضافيًا للعقوبات على روسيا في قطاعي الطاقة والمال.

لقد أثبتت الوقائع أن موقف الصين يتوافق تمامًا مع توقعات وخيارات معظم دول العالم، ولا يمكن حل الأزمة الأوكرانية في أسرع وقت ممكن إلا بالجهود المشتركة للمجتمع الدولي. عندما تعلو القرارات الحكيمة والعقلانية على التفكير قصير النظر، وتغلب المصالح المشتركة على المصالح الأنانية، يمكن حل النزاع  وإحلال السلام في أوروبا والعالم.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق