قال الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الثلاثاء إن إدارته تبحث رفع الرسوم الجمركية الإضافية التي فُرضت خلال إدارة سلفه ترامب على الواردات الصينية، لكن لم يتم التوصل إلى قرار بعد.

وقال بايدن ردا على سؤال عقب تعليقه على التضخم في مبنى مكتب ايزنهاور التنفيذي "نناقش ذلك الآن. نبحث في التأثير الأكثر إيجابية".

وعقب تصريحاته، قالت الناطقة باسم البيت الأبيض المنتهية ولايتها جين بساكي في مؤتمر صحفي إن الحكومة الأمريكية قد أعلنت بالفعل عن بعض الاستثناءات من الرسوم الجمركية في مارس، مشيرة إلى أن الأمر يخضع لـ"المراجعة المستمرة".

وقالت بساكي للصحفيين "نواصل مراجعة ما يمكن أن يفيد من اتخاذ خطوات من شأنها أن تساعد في خفض الأجور-- أو زيادة الأجور ومساعدة بعض الصناعات التي تتأثر بهذه التعريفات بطريقة لا نشعر بأنها فعالة".

وقالت بساكي "سيكون هناك المزيد من (الخطوات) وهو (بايدن) يواصل تقييمها"، مضيفة أن الممثلة التجارية الأمريكية كاثرين تاي تقود هذا الجهد.

وجاءت تصريحات بايدن في أعقاب تصريحات أدلى بها مؤخرا نائب مستشار الأمن القومي داليب سينغ ووزيرة الخزانة جانيت يلين اللذان تحدثا عن تخفيف محتمل للرسوم الجمركية على السلع الصينية في أواخر أبريل.

وجاءت تلك الأصوات في وقت بلغ فيه معدل التضخم في الولايات المتحدة أعلى مستوى له منذ أربعة عقود. وارتفع مؤشر أسعار المستهلك لشهر مارس بنسبة 8.5 بالمائة عن العام السابق، مسجلا أكبر زيادة سنوية منذ الفترة المنتهية في ديسمبر عام 1981، وفقا لبيانات من وزارة العمل الأمريكية. ومن المتوقع أن يظل مؤشر أسعار المستهلك لشهر أبريل والمقرر أن يصدر يوم الأربعاء مرتفعا.

وقال بايدن في تصريحاته يوم الثلاثاء "أعلم أن العائلات في جميع أنحاء أمريكا تتضرر بسبب التضخم. أتعامل مع التضخم بشكل جدي فهو يمثل أولويتي المحلية العليا".

وجادل الرئيس الأمريكي بأن تحديات سلسلة التوريد الناتجة عن الجائحة والصراع الروسي-الأوكراني بأنهما السببان الرئيسيان لارتفاع التضخم.

غير أن جاري هوفباور، وهو مسؤول سابق في وزارة الخزانة الأمريكية وباحث بارزغير مقيم في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، قال إن التخفيف المالي الهائل واستجابة الاحتياطي الفيدرالي البطيئة هما من أديا معا إلى الوضع الحالي.

وقال هوفباور لوكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا "أعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قطع شوطا طويلا جدا في التيسير الكمي وأسعار الفائدة الصفرية".

وقال هوفباور، وهو خبير تجاري مخضرم أيضا، إن الحكومة الأمريكية يجب أن تلغي أو على الأقل تقلل التعريفات الإضافية المفروضة على الواردات الصينية، مضيفا أن إجراءات تحرير التجارة هذه من شأنها أن تساعد في خفض التضخم المرتفع وتثبيت توقعات التضخم.

وفي بحث نُشر على موقع معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، جادل هوفباور وزميلتاه ميغان هوغان ويلين وانغ بأن التأثير المباشر لإلغاء التعريفات الإضافية على المنتجات الصينية سيعود بخفض نسبته 0.3 نقطة مئوية في مؤشر أسعار المستهلك، ولكن سيكون هناك أيضا تأثير غير مباشر سيضاف " إلى حد كبير "إلى الـ0.3 نقطة مئوية.

وقال هوفباور "ستكون إشارة كبيرة إلى الشركات الأمريكية بأنها ستواجه المزيد من المنافسة وهذا قد يدفعها إلى تعديل زيادات أسعارها مع تقدم التضخم".