تعليق: أمريكا هي أكبر عقبة أمام الجهود العالمية المشتركة في مكافحة الجائحة

في الآونة الأخيرة، بينما تدعي أمريكا تقديم المساعدة في توفير اللقاح ضد كوفيد-19 إلى الصين، فرضت قيودا جديدة على دخول السياح من الأخيرة. وقد شوهد هذا النوع من الأداء المنافق أكثر من اللازم خلال السنوات الثلاث الماضية. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تُعتبر أكبر دولة فاشلة في مكافحة الجائحة على الصعيد العالمي، تعمل بجد دائما لتقديم نفسها كزعيم عالمي وداعم في هذا المجال. وبغض النظر عن كيفية محاولتها لإخفاء الحقائق، عليها أن تعترف بأنها أكبر عقبة أمام جهود الكفاح العالمي المشترك ضد الوباء.

وفيما يتعلق باللقاحات، لطالما أعلنت الولايات المتحدة عن نفسها على أنها "أكبر مانح اللقاحات ضد كوفيد-19، إلا أنه وفقا للبيانات الصادرة عن مؤسسة جورج كايزر فاميلي فاونديشن، وهي منظمة أبحاث صحية أمريكية، فإن الحكومة الأمريكية تعهدت بالتبرع بما لا يقل عن 1.1 مليار جرعة من اللقاحات للبلدان الأخرى حول العالم بحلول عام 2023، لكن تم تنفيذ 665.1 مليون جرعة فقط اعتبارا من الخامس من هذا الشهر. والأمر الأكثر فظاعة هو أن الأمريكيين شحنوا بالفعل لقاحات كان تاريخ صلاحيتها على وشك الانتهاء إلى إفريقيا "للوفاء" بوعد ما يسمى بتبرعات اللقاحات، ما أثار إدانة شديدة من قبل الدول الأفريقية معتبرة ذلك "سلوكا مخزيا".

وبالإضافة إلى ذلك، بذلت واشنطن "جهودا مستمرة" في تعطيل النظام الدولي لمكافحة الوباء. وفي يوليو عام 2020، أعلنت إدارة ترامب انسحابها من منظمة الصحة العالمية، ما أضعف جبهة الدفاع الدولي ضد الجائحة. وفي يناير عام 2021، تقدمت إدارة بايدن بطلبها لـ"العودة" إلى المنظمة بهدف استمالة الحلفاء والمنظمات الدولية لمواجهة الصين. لقد قوضت مهزلة "التتبع السياسي" التي أدارتها الولايات المتحدة، بشكل خطير الجهود العالمية في مكافحة الوباء.

وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، كانت معظم متغيرات فيروس كوفيد-19 وفروعها اجتاحت الأراضي الأمريكية. ومع ذلك، لم تتخذ الحكومة الأمريكية تدابير فعالة لمنع تفشي الوباء في البلاد وسمحت بشكل سلبي للفيروس بالانتشار إلى أرجاء العالم، ما شكل تهديدا كبيرا لحياة الناس وصحتهم حول العالم. ووفقا للإحصاءات، فإن المواطنين الأمريكيين الذين سافروا إلى الخارج  يقدر مجموعهم 23.195 مليون شخص، غادروا بلادهم  إلى وجهات في جميع أنحاء العالم خلال الفترة من أبريل 2020 إلى مارس 2021. ويجب على الحكومة الأمريكية تحمل مسؤولية لا يمكن التنصل منها عن الانتشار العالمي للوباء.

وعلى النقيض من ذلك، لم تقم الصين بحماية الحياة والصحة لأكثر من 1.4 مليار شخص بشكل فعال خلال السنوات الثلاث الماضية فحسب، بل قامت بالتعاون أيضا بموقف مسؤول مع المجتمع الدولي في مكافحة الجائحة.  كما أجرت الصين أكثر من 60 تبادلا تقنيا مع منظمة الصحة العالمية حول الاستجابة للجائحة.

وحتى الآن، وفرت الصين مئات المليارات من المواد المضادة للوباء إلى 153 دولة و15 منظمة دولية، وأكثر من 2.2 مليار جرعة من اللقاحات ضد كوفيد-19 إلى أكثر من 120 دولة ومنظمة دولية. وأشاد ألكسندر فيغيريدو مدير معهد الجنوب العالمي في البرازيل بالمساهمات الكبيرة التي قدمتها الصين للعالم قائلا إن الصين هي العمود الفقري للجهود العالمية في مكافحة الوباء.

مَنْ هو المساهم ومَنْ هو المخرب في عملية الكفاح العالمي ضد الجائحة، إن لدى شعوب العالم معرفة واضحة جدا، وتظل الولايات المتحدة منخرطة في "الأعمال الخيرية المزيفة والهيمنة الحقيقية"، وهي أكبر عقبة أمام الكفاح العالمي المشترك ضد الوباء.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق