تشهد الولايات المتحدة حاليا انتشار المتحور الفرعي لأوميكرون XBB.1.5 في أرجاء أراضيها، حيث صار المتحور مسؤولا عن 43% من حالات الإصابة الجديدة بكوفيد-19 فيها، وهي سلالة أسرع تفشيا في البلاد. ووفقا للبيانات الصادرة عن المبادرة العالمية لتبادل بيانات الأنفلونزا (GISAID)، فإن جميع متغيرات فيروس كوفيد-19 وفروعها تقريبا كانت منتشرة في الولايات المتحدة خلال السنوات الثلاث الماضية.
من المعروف أن مكافحة الوباء تتطلب التعاون على الصعيد العالمي. ويقع على عاتق أي بلد يُكتشف فيه سلالة جديدة مسؤولية والتزام بتبادل المعلومات ذات الصلة مع منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي في أقرب وقت ممكن، من أجل كسب الوقت للاستجابة لها.
فلماذا أصبحت أمريكا مرتعا لمتغيرات الفيروس؟ ولماذا يسبب XBB.1.5 مثل هذه العدوى واسعة الانتشار فيها؟
والآن، ينتظر العالم من واشنطن أن تجيب على هذه الأسئلة.
في الحقيقة أنه تم تحديث السلالات والمتحورات المنتشرة في الولايات المتحدة باستمرار على مدى السنوات الثلاث الماضية، ما جعل البلاد "أكبر دولة ينتشر فيها الفيروس" على المستوى العالمي. إن أحد الأسباب المهمة وراء ذلك هو أن الحكومة الأمريكية كانت منغمسة في التلاعب بتسييس قضية مكافحة الوباء، ولم تتخذ موقفا منفتحا وشفافا في المعلومات الوبائية، بل حاولت إخفاء البيانات الواقعية والعبث بها.
وحسب مقال نشر في يوليو عام 2020 في "المجلة الطبية البريطانية"، وهي أكبر مجلة عالمية في المجال الطبي، فإن عدد الإصابات بكوفيد-19 في الولايات المتحدة بلغ حوالي 4 ملايين حتى 1 يوليو من العام نفسه، وهو أعلى من 2.67 مليون الذي أعلنت عنه الحكومة الأمريكية. وفي شهر مايو من عام 2022، ذكرت هيئة الإذاعة الوطنية الأمريكية (NBC) أن الحكومة قد تقلل بشكل كبير من الإبلاغ عن عدد الإصابات...
كانت الولايات المتحدة غير أمينة وغير مسؤولة في الكشف عن المعلومات الوبائية خلال السنوات الثلاث الماضية، ما جعل مواطنيها يدفعون ثمنا باهظا والمجتمع الدولي يعاني من اجتياح الجائحة، والآن اعتبرت منظمة الصحة العالمية متحور XBB.1.5 كـ"النسل الأكثر قابلية للانتقال" لمتغيرات أوميكرون، وحذرت من أنه قد يؤدي إلى المزيد من الإصابات به. لقد حان الوقت للولايات المتحدة، "أكبر دولة ينتشر فيها الفيروس"، لنشر بياناتها الوبائية، لان للعالم الحق في معرفة الحقيقة!