تعليق: من سيكون التالي بعد نيكولز!؟

قبل 55 سنة، أغتيل الناشط الحقوقي الأمريكي من أصل إفريقي مارتن لوثر كينغ بمدينة ممفيس التابعة لولاية تينيسي في حادثة أدهشت العالم. وفي السابع من يناير الجاري، وبنفس المدينة، قتل أمريكي آخر من أصل إفريقي مدعو تاير نيكولز البالغ من العمر 29 عاما، ضربا على يد خمسة من رجال الشرطة، ما أثار موجة غضب في أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.

وعلى إثر هذه الحادثة، شهدت عشرات من المدن الأمريكية في الأيام الأخيرة تظاهرات احتجاجية ضد العنف المفرط للشرطة، وأسرع الرئيس جو بايدن إلى الإدلاء ببيان يدعو فيه الشعب لضبط النفس.

مع التذكير أنه قبل عامين، قتل المواطن الأمريكي من أصل إفريقي المدعو جورج فلويد على يد شرطي بعد أن قام بالضغط على رقبة الضحية بركبته، ما أطلق موجة من التظاهرات تحت شعار "حياة السود مهمة".  وعلى إثر ذلك، زعمت الشرطة الأمريكية أنها ستطلق إصلاحات كبيرة وشاملة في نظام الشرطة، لكن هذا لم يمنع تكرر وقوع حوادث مماثلة في البلاد والتي أزهقت أرواح العديد  من المواطنين من أصل إفريقي...

إن السبب الجذري وراء "المعاملة الاستثنائية" للأمريكيين من أصل إفريقي من قبل رجال الشرطة يكمن في    النزعة العنصرية المتجذرة في الأرض الأمريكية. وأفاد إحصاء أن رجال الشرطة الأمريكية قتلوا 1186 شخصا في عام 2022، حيث 26 % منهم من أصل إفريقي، في حين أظهرت الأرقام ما بين عامي 2013 و2022 أن احتمال تعرض المواطن الإفريقي الأصل للعنف المفرط من رجال الشرطة هو 2.9 أضعاف نظيره للبيض.

ومن الأسباب الرئيسية الأخرى وراء هذه الظاهرة، الاستقطاب الحزبي الذي يزيد من صعوبة أي إصلاح في   نظام الشرطة الأمريكي، وكذا ثقافة الأسلحة التي تضاعف مخاطر الإنفاذ القانوني في الولايات المتحدة.

واعتبر بايدن مؤخرا أن حلم مارتن لوثر كينغ حول المساواة والعدالة لم يتحقق بعد، مجددا دعوته إلى النضال  من أجل "روح" الولايات المتحدة. ولكن أين هذه "الروح" الأمريكية؟ هل هي متواجدة في بكاء وصراخ         نيكولز؟

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق