تعليق: لن تنجح محاولات الناتو في منطقة آسيا - الباسيفيك

أصدر الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ الزائر لليابان ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا ليلة الثلاثاء(31 يناير) بيانا مشتركا، أكدا فيه أن الجانبين سينفذان التعاون في مجال الأمن البحري والفضاء السيبرالي وكبح التسلح ومجالات أخرى، وتطرق البيان كذلك إلى القوة العسكرية الصينية وقضية تايوان. وأشارت وسائل الإعلام اليابانية إلى أن الزيارة كانت الأولى للأمين العام لحلف الناتو منذ قرابة ست سنوات، وأن اليابان والحلف  "يقتربان بسرعة هائلة" من بعضهما بعضا.

قبل اليابان، زار ستولتنبرغ كوريا الجنوبية، حيث أشار بأصابع الاتهام أيضا إلى الصين، زاعما أن الصين تشكل تحديا للقيم الغربية ومصالح وأمن الدول الغربية.

لقد أصبح واضحا أن حلف الناتو، الذي كان وليد الحرب الباردة، يتمدد الآن نحو منطقة آسيا - الباسيفيك، متخذا الصين كذريعة، الأمر الذي يجب على دول المنطقة توخي الحذر والانتباه له جيدا.

ظل حلف الناتو، التحالف العسكري الأكبر في العالم، أداة في يد الولايات المتحدة للترويج لمجابهة الكتل. ومع انتهاء الحرب الباردة، فقد الحلف أهدافه وضل طريقه، حتى قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الحلف صار في حالة "موت دماغي". وبعد اندلاع الأزمة الأوكرانية مطلع العام الماضي، استثمرت الولايات المتحدة الفرصة في محاولة ليس لإحياء الحلف فحسب، وإنما لعمل نسخة جديدة للحلف في منطقة آسيا - الباسيفيك واستخدامها كأداة لكبح نمو الصين والحفاظ على الهيمنة الأمريكية.

إلا أن حلف الناتو اليوم لم يعد كما هو في السابق، ومهما تعددت محاولاته، فإنه لن يعدو كونه مثل ممثل فيلم لقد فات أوانه ولكنه يحاول جاهدا وبكل الوسائل للبحث عن أي دور يمكن له أن يؤديه.

إن منطقة آسيا - الباسيفيك ليس حلبة صراع بين القوى الكبرى، وأي محاولة لإثارة "حرب باردة جديدة" ستقابل بالرفض والمعارضة من قبل شعوب المنطقة، ومن قبل هذا العصر أيضا.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق