تعليق: محاولة اليابان لإدخال حلف الناتو إلى منطقة آسيا-الباسيفيك هي تجربة خطرة على حافة الهاوية

أجرى رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا محادثات مع الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ الزائر مؤخرا، حيث يبالغان في البيان المشترك فيما يسمى ب"تهديد الصين العسكري". وزعم فوميو كيشيدا أن اليابان تفكر في المشاركة بانتظام في مؤتمرات مجلس شمال الأطلسي –هيئة صنع القرار لحلف الناتو، موضحا أن اليابان ستشارك في التعاون الدفاعي مع حلف الناتو في منطقة آسيا-الباسيفيك، الأمر الذي ثبت للرأي العام في الخارج منذ زمان: وهو تواطؤ بعض النفوذ الياباني مع النفوذ الخارجي حاليا لإدخال أخطار الصراع والمجابهة إلى آسيا-الباسيفيك من أجل  مصالح ذاتية، وأولئك بالضبط الذين أدخلوا الذئاب إلى بيوتهم.

ووفقا لوثيقة السياسة الدفاعية الجديدة، تخطط اليابان لزيادة إجمالي الإنفاق الدفاعي الياباني بين عامي 2023 و2027 بشكل كبير إلى حوالي 43 تريليون ين، وتقرر رفع الإنفاق الدفاعي السنوي إلى 2% من إجمالي الناتج المحلي في عام 2027. وأشارت وسائل الإعلام اليابانية إلى أن دولتها تفعل ذلك وفقا لمقاييس حلف الناتو، أي بلوغ الإنفاق الدفاعي 2% من الناتج المحلي الإجمالي. وفي ظل الانكماش الاقتصادي على المدى الطويل، تسعى الحكومة اليابانية بكل ما في وسعها لزيادة القوة العسكرية، مما لقي انتقادا من قبل الرأي العام داخل الدولة، وأثار حذرا عالي الدرجة من قبل الدول المجاورة لها. ولكن الولايات المتحدة وحلف الناتو أعربا عن "ترحيبهما" لضعف الإنفاق الدفاعي الياباني، راغبتين في إثارة الاضطرابات في آسيا-الباسيفيك.

إن النفوذ اليميني الياباني المتطرف الذي لم يتم محاسبته على جرائمه تماما بعد الحرب العالمية الثانية يحاول إعادة حلمه القديم المعني بالنزعة العسكرية، ولكن القرن الحادي والعشرين ليس ذلك العصر الماضي الذي غزت اليابان فيه جيرانها بالقوة، كما تعجز اليابان اليوم عن العودة إلى الطريق الشيطاني. وإذا أصر السياسيون اليابانيون على دعوة الذئاب إلى آسيا-الباسيفيك لإثارة الفوضى فيها، فستستقبلهم الهاوية.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق