تقرير اخباري: مناشدات بإيصال لقاحات كوفيد-19 إلى دول العالم وسط إعدام دول غربية لجرعات منتهية الصلاحية

مع استمرار جائحة كوفيد-19 في تشكيل تهديد للصحة العامة العالمية، دعت منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي إلى الحفاظ على زخم التطعيم لتغطية الفئات ذات الأولوية القصوى بشكل أفضل.

لا يزال تلقي اللقاحات في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل غير كافٍ، الأمر الذي بات مصدر قلق بشأن المخاطر المستمرة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

ويكافح العالم لمعالجة مشكلة التوزيع غير المتكافئ للقاحات كوفيد-19 بين الدول الغنية والدول منخفضة الدخل؛ فحتى الآن، وبعد سنوات من تفشي الجائحة، لم يتم الوفاء بالوعود التي قطعتها العديد من الدول الغنية.

وقال سيث بيركلي، الرئيس التنفيذي للتحالف العالمي للقاحات والتحصين (جافي): "لا أحد في أمان حتى يصبح الجميع آمنين".

وعود فارغة

ووفقا للأرقام الواردة في قاعدة بيانات ((عالمنا في البيانات)) ، فإنه منذ عامين، حصلت الدول المتقدمة بالفعل على جرعات كافية لتطعيم سكانها بأكثر من جرعة واحدة لكل شخص فيها. ولكن حتى الآن، فإن العديد من الدول الغربية المتقدمة لم تفِ بوعودها بتقديم اللقاحات إلى الدول منخفضة الدخل.

هناك حاليا ما يقرب من 400 مليون جرعة من اللقاحات أعلنت عنها الولايات المتحدة ولكن لم يتم التبرع بها حتى الآن، وفقا للبيانات. وبالنسبة للمملكة المتحدة وسويسرا، فإن هناك 41 مليون جرعة و6.2 مليون جرعة على الترتيب، لم يتم التبرع بها حتى الآن.

وفي مقابلة سابقة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) ، قال ريتشارد هاتشيت، الرئيس التنفيذي لتحالف ابتكارات التأهب للأوبئة، تعليقا على معدلات التطعيم المنخفضة في الدول منخفضة الدخل، إن "التأخير في حصولها (الدول منخفضة الدخل) على اللقاحات أمر غير مقبول في الحقيقة".

وفي الشهر الماضي خلال الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2023 في دافوس بسويسرا، حث هاتشيت الدول والمصنّعين على إعطاء الأولوية لإمداد اللقاحات لبرنامج ((كوفاكس)) العالمي.

إعدام اللقاحات

وفقا لتقرير صادر عن موقع ((qz.com)) في أكتوبر الماضي، أعدمت كندا ما يقرب من 14 مليون جرعة من لقاح أسترازينيكا في أوائل عام 2022. كما أفادت التقارير بأن سويسرا أعدمت أكثر من 14 مليون جرعة من اللقاحات، وهو ما يزيد على أربعة أضعاف الجرعات التي تبرعت بها لدول منخفضة الدخل.

إن الأمر الذي أدى أيضا إلى تفاقم إمكانية الوصول العالمي للقاحات يكمن في أن بعض الدول المنخفضة الدخل اضطرت إلى رفض عرض بالحصول على جرعات من لقاحات اقترب موعد انتهاء صلاحيتها، أو اضطرت إلى إعدام هذه الجرعات.

في مايو 2021، أعدمت مالاوي ما يقرب من 20 ألف جرعة من لقاحات أسترازنيكا، والتي وصلت إلى البلاد في نهاية مارس في حين أن صلاحيتها كانت ستنتهي في 13 أبريل.

وفي مقال نُشر في صحيفة ((صنداي ميرور)) عام 2021، قال سفير منظمة الصحة العالمية المعني بالتمويل العالمي في مجال الصحة، جوردون براون، إن مخزون الغرب من لقاحات كوفيد-19 يتزايد يوما بعد يوم، في حين أن العديد من المناطق الفقيرة في العالم لا تستطيع الوصول لهذه اللقاحات.

وأضاف براون، رئيس الوزراء البريطاني السابق: "يجب أن نتحرك الآن".

فجوة التحصين

لقد لفتت الفجوة الواضحة بين التحصين في الدول الغنية والفقيرة، انتباه العديد من الخبراء، حيث حذر الكثيرون من أنه كلما طال أمد التوزيع غير المتكافئ للقاحات، انتشرت جائحة كوفيد-19 على نطاق أوسع وبات من المرجح ظهور متحورات جديدة.

وقالت دراسة نُشرت في أغسطس 2022 في مجلة ((كوميونيكيشنز ميديسين)) البريطانية، إن التوزيع غير المتكافئ بالمرة للقاحات يتجسد في توافر اللقاحات عبر الدول، مشددة على أنه "في عالم غير متكافئ مع اقتصادات مفتوحة، لا تتوقف الأوبئة عند حدود وطنية".

وأوضحت الدراسة أنه نظرا لأن حوالي 85 بالمئة من سكان العالم يقيمون في دول منخفضة ومتوسطة الدخل، فإن معظم البشر لا يزالون معرّضين لاستمرار تفشي الجائحة، مضيفة أن هذا الوضع يزيد من خطر ظهور متحورات فيروسية جديدة، الأمر الذي قد يقوّض فعالية اللقاحات الموجودة.

وقالت الدراسة إن معظم السكان في أفقر دول العالم قد لا يحصلون على لقاحات كوفيد-19 حتى منتصف عام 2023 على الأقل.

وعاد بيركلي ليؤكد بقوله: "يمكننا منع ظهور المتحورات فقط إذا كنا قادرين على حماية جميع سكان العالم وليس الأجزاء الغنية فقط".

وأكد أنه طالما أن أجزاء كبيرة من سكان العالم لم تتلقَ اللقاحات، فستواصل المتحورات ظهورها، وستطول أمد الجائحة.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق