تحقيق إخباري: سباق مع الزمن للعثور على ناجين عقب الزلازل الهائلة في تركيا

يسابق رجال الإنقاذ الزمن والبرد القارس للعثور على ناجين في ولاية قهرمان مرعش، المركز السطحي لزلزالين هائلين وكارثيين ضربا تركيا وسوريا يوم الاثنين.

وقال محمد، وهو عامل إنقاذ تركي، لوكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الثلاثاء،"لقد عثرنا على ناجين هنا، ولكن أيضا جثث. لا يمكننا وقف البحث، ستكون الساعات القادمة حاسمة للعثور على أشخاص ما زالوا أحياء".

وكان فريقه يبحث عن محاصرين تحت كومة أنقاض كانت في السابق مجمع إبرار السكني، الذي سوي بالأرض إثر هزتين أرضيتين قويتين.

ومن حين لآخر، يطلبون من أشخاص مكروبين تجمعوا حول الأنقاض بحثا عن أفراد أسرهم أو متطوعين التزام الصمت المطبق وهم يحاولون الاستماع لنداء أي شخص وهو يطلب المساعدة.

وكان السكان نائمين عندما هز زلزال بلغت قوته 7.7 درجة على مقياس ريختر قهرمان مرعش وعدة ولايات مجاورة أخرى قبل الفجر.

ووقع زلزال ثان بلغت قوته 7.6 درجة بعد عدة ساعات مما عقد جهود الإنقاذ.

وأشار محمد إلى أن "المشكلة هنا أنه إذا كان هناك ناجون آخرون، فقد اضطروا إلى تحمل البرد الذي يمكن أن يسبب انخفاض حرارة الجسم، مما يؤدي إلى تضاؤل فرصهم في النجاة".

وأوضح عامل الإنقاذ أن المجمع الذي انهار وكأنه بيت من ورق اللعب كان يقيم فيه نحو 120 شخصا، ويعتقد أن معظمهم ما يزال تحت كتلة من المعدن والخرسانة.

وطوال يوم الاثنين، هزت عشرات الهزات الارتدادية الكبرى المنطقة.

وبلغت آخر حصيلة رسمية للقتلى جراء الزلازل الهائلة في تركيا 5894 شخصا مع إصابة 34810 آخرين حتى ساعة مبكرة من يوم الأربعاء. وقد انهار أكثر من 6000 مبنى، لكن السلطات تعتقد أن العدد الفعلي أعلى من ذلك بكثير.

وانتشر الآلاف من عمال الإنقاذ في المنطقة الشاسعة التي ضربها الزلزال والتي تغطي 10 ولايات في تركيا يقطنها نحو 13.5 مليون شخص.

ولكن نظرا لأن الزلازل ألحقت أضرارا كبيرة أيضا بالبنية التحتية للمنطقة، الأمر الذي جعل الوصول إلى الطرق السريعة والطرق المحلية غير متاح، فإن بعض المدن في الغالب لم تصلها المساعدة بعد، كما شهد مراسلو وكالة أنباء ((شينخوا)).

وعمل رجال الإنقاذ خلال ليلة شتاء باردة على أمل التمكن من العثور على مزيد من الناجين، ولكن مع مرور الوقت، تتضاءل فرصة العثور على أشخاص على قيد الحياة.

كما استخدم رواد وسائل التواصل الاجتماعي الأتراك موقع التدوين المصغر (تويتر) لإبلاغ السلطات وفرق الإنقاذ بالمواقع الدقيقة للعديد من الأشخاص ممن استخدموا هواتفهم المحمولة لتحديد المكان الذي حوصروا فيه تحت المباني.

وكان الناجون من أكبر كارثة تشهدها تركيا منذ ما يقرب من قرن من الزمان يحاولون العيش في سياراتهم وسط انقطاع الكهرباء وعدم توفر أي أبنية أخرى لإيوائهم في قهرمان مرعش.

لكن البنزين كان شحيحا، وظلت التدفئة مشكلة خطيرة، وكذلك مياه الشرب.

وفي غازي عنتاب وأديامان وملاطية، وهي ثلاث ولايات ضربتها الزلازل، لجأ الناجون إلى مراكز مجتمعية، حيث حصلوا على بطانيات وطعام، حسبما أفادت به قنوات تلفزيونية.

كما تم فتح المساجد في المنطقة لتوفير المأوى.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الاثنين في خطاب متلفز في العاصمة أنقرة إنه "نظرا لأن جهود إزالة الأنقاض مستمرة في العديد من المباني في منطقة الزلزال، لا نعرف مدى ارتفاع عدد القتلى والجرحى".

وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن عدد القتلى في البلدين قد يتجاوز في نهاية المطاف 20 ألفا.

وتعد المنطقة المنكوبة بالزلازل في تركيا أيضا مكانا يقطنه مئات الآلاف من اللاجئين السوريين الذين فروا من الحرب الأهلية في وطنهم. 

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق