تعليق: يجب على الولايات المتحدة رفع العقوبات على سوريا أمام كارثة الزلزال

"في الوقت الراهن، نحتاج إلى مساعدة، و لابد على الدول الغربية رفع العقوبات على سوريا ". هذا ما قالته المعلمة عائشة حيلو المتواجدة في مدينة حلب المنكوبة بالزلزال الواقعة في شمال سوريا يوم الثلاثاء (7 فبراير) لتنديد العقوبات الأحادية التي فرضتها الولايات المتحدة على سوريا.

ضرب زلزال مرتين بقوة 7.8 درجة على مقياس ريختر على الحدود السورية التركية يوم الاثنين الماضي. وأعلن وزير الصحة السوري حسن الغباش أمس الأربعاء ارتفاع عدد ضحايا الزلزال إلى 1262 وفاة، و2285 إصابة، وذلك في حصيلة غير نهائية.

وأوضحت وزارة الخارجية السورية أن الشعب السوري يواجه كارثة الزلزال  بأدنى الوسائل. ويقوم السوريون أحياناً بالحفر بين الأنقاض بأيديهم، ويستخدمون أبسط الأدوات القديمة من أجل انقاذ شخص يستغيث تحت الركام بسبب العقوبات المسلطة على سوريا من طرف الولايات المتحدة الأمريكية، التي تمنع عنهم الحصول على التجهيزات والمعدات المطلوبة. وأضافت أن "فرق الإنقاذ والدفاع المدني السوري لا يملكون الآليات والمعدات اللازمة من أجل انقاذ المنكوبين المتواجدين تحت بناء من عشرة طوابق مهدم بالكامل، مما يستغرق عملهم زمناً مضاعفاً للوصول إلى الناجين لإسعافهم أو لانتشال جثث الضحايا".

منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، قامت الولايات المتحدة بالتدخل العسكري لمرات متكررة، وفرضت عليها عقوبات اقتصادية قاسية، حتى وأنها قامت  بالاستيلاء على المناطق الرئيسية المنتجة للنفط في سوريا ونهب أكثر من 80% من إنتاج النفط فيها، بالإضافة إلى تهريب وحرق مخزونات الحبوب الغذائية السورية. كما جلبت سلسلة من أعمالها اللصوصية كوارث شديدة على السكان المحليين .

هل هذا ما تسميه الولايات المتحدة بالوقوف إلى جانب شعوب منطقة الشرق الأوسط عندما نهبت أغنى دول العالم أفقرها وشاهدت قاسية القلب سكانها اليائسين تحت الأنقاض يفقدون وقتهم الثمين في الإنقاذ؟ 

أمام كارثة الزلزال، يرجى لأولئك السياسيين الأمريكيين الذين يتحدثون متكررين عن "حقوق الإنسان" و"الإنسانية"، اتخاذ إجراءات عملية للتعبير عن التعاطف والدعم لشعب الشرق الأوسط، ورفع العقوبات الأحادية فورا على سوريا لتسهيل المساعدات الإنسانية، وعدم جعل الكارثة الطبيعية تتحول إلى كوارث من صنع الإنسان.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق