تعليق: ثلاثة تساؤلات بشأن تفجيرات نورد ستريم تنتظر إجابات صريحة من الجانب الأمريكي

نشر الصحفي الاستقصائي الأمريكي سيمور هيرش مؤخرا، مقالا بعنوان "كيف أسقطت أمريكا خط أنابيب نورد ستريم؟"، أكد فيه بناء على مصادر مطلعة أن إدارة جو بايدن كانت المدبرة لتفجيرات خط أنابيب الغاز نورد ستريم التي حدثت في شهر سبتمبر من العام الماضي. ونظرا للسمعة الجيدة لهيرش في أوساط الإعلام الأمريكية والتفاصيل المفصلة التي ذكرها حول مجرى الأمر، اعتبر الكثير من المحللين أن ما جاء في مقاله لا يأتي من الفراغ.   البيت الأبيض ووكالة المخابرات المركزية ووزارة الخارجية الأمريكية  نفى اتهام هيرشن، معتبرين ما ورد في مقاله "مزيف ومصنوع بالكامل"،

في حين التزمت أغلبية وسائل الإعلام الرئيسية الصمت إزاء هذا التطور المهم في قضية تفجيرات نورد ستريم.

وهناك ثلاثة تساؤلات تطرح نفسها بهذا الشأن:

أولا، بما ان الولايات المتحدة الأمركية والدول الغربية تسارعت إلى الإعراب عن رغباتها بل ومطالباتها بفتح تحقيقات شاملة فور وقوع الانفجارات قبل أكثر من أربعة أشهر، فلماذا لم تتحرك وتفعل شيئا حتى الآن؟

ثانيا، بما تملح أقوال بعض  الساسة الأمريكيين والأوروبيين قبل وقوع التفجيرات وبعده؟ لقد قال بايدن بنبرة تحد قبل أسابيع من اندلاع الصراع الروسي الأوكراني: "إذا غزت روسيا أوكرانيا فلن يكون هناك نورد ستريم 2، وسنضع حدا له". أما وزير الخارجية البولندي السابق، رادوسلاف سيكورسكي، فقد غرد في حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تفجيرات نورد ستريم: "شكرا للولايات المتحدة الأمريكية".

ثالثا، لماذا التزمت أغلبية وسائل الإعلام الغربية الرئيسية الصمت إزاء مقال هيرش، بالرغم من انها تدعي  دائما بالمهنية والموضوعية  ومعروفة بإصرارها على متابعة الأخبار والتسريبات المثيرة؟

إن خط أنابيب الغاز نورد ستريم من أكبر البنى التحتية العابرة للحدود، وأحدث تعرضه للتخريب تأثيرات سلبية خطيرة على سوق الطاقة الدولية والنظام الإيكولوجي العالمي، فلا بد من ملاحقة ومحاسبة من وراء الهجوم. والآن قدم تقرير هيرش خيوطا مهمة للتحقيق في حادثة نورد ستريم، ويجب على الأطراف المعنية مواصلة الجهود على هذا الأساس.

وبالنسبة للولايات المتحدة، التي تشدد دوما على "النظام الدولي القائم على القواعد"، فيجب عليها أن تجيب بصراحة عن تساؤلات المجتمع الدولي، وتتخذ موقفا مسوؤلا ومتعاونا من التحقيقات المشتركة حتى تتوصل إلى نتيجة مقنعة.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق