اليونيسيف تحذر من أزمة سوء تغذية للأطفال في سوريا

حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) اليوم (الأربعاء) من أزمة سوء تغذية للأطفال في سوريا بعد مضي 12 عاما على النزاع فيها إضافة إلى الزلازل المميتة الأخيرة التي ضربت البلاد في فبراير الماضي.

وقالت اليونيسيف في بيان صادر عن مكتبها الاقليمي في العاصمة الأردنية عمان اليوم إنه مع دخول الصراع في سوريا عامه الـ13، استمرت الأعمال العدائية بلا هوادة في عدة أجزاء من البلاد، لا سيما في الشمال الغربي منها، حيث لا تزال الانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال مستمرة حيث قُتل أو جُرح ما يقرب من 13 ألف طفل في سوريا، وفقا لبيانات الأمم المتحدة.

ولا يزال الأطفال يعيشون في خوف من الهجمات والنزوح ومستويات سوء التغذية آخذة في الارتفاع، بحسب البيان الذي وصلت نسخة منه إلى وكالة أنباء ((شينخوا)).

وأشارت اليونيسيف إلى أنه بحسب التقديرات، فإن نحو 610 آلاف طفل دون سن الخامسة يعانون من التقزم في سوريا والذي ينجم عن نقص التغذية المزمن ويسبب أضرارا بدنية وعقلية للأطفال لا رجعة فيها ويؤثر ذلك على قدرتهم على التعلم وإنتاجيتهم في وقت لاحق في مرحلة البلوغ.

ولفتت اليونيسيف إلى أن ارتفاع الأسعار وعدم كفاية الدخل يعني أن ملايين العائلات تكافح لتغطية نفقاتها وسط أزمة اقتصادية لا مثيل لها، حيث أن ما يقرب من 90 بالمائة من الناس في سوريا يعيشون في فقر والذي يؤثر سلبا على النظام الغذائي للأطفال.

ووفقا لليونيسيف، فإنه في عام 2023، قبل الزلازل المميتة التي ضربت سوريا في 6 فبراير 2023، احتاج أكثر من 3.75 مليون طفل إلى مساعدات غذائية في جميع أنحاء البلاد، بينما يحتاج الآن ما يقرب من 7 ملايين طفل في جميع أنحاء البلاد إلى مساعدة إنسانية عاجلة.

ونقل البيان عن المديرة الإقليمية لليونيسيف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا اديل خضر قولها إنه "بعد سنوات من الصراع وزلزالين كارثيين، أصبح مستقبل ملايين الأطفال معلقا بخيط رفيع".

وتابعت "انها مسؤوليتنا الجماعية أن نؤكد للأطفال أن مستقبلهم هو أولويتنا أيضا".

وأضافت اديل خضر "يجب أن نستجيب لاحتياجات الأطفال أينما كانوا في جميع أنحاء سوريا وأن ندعم الأنظمة التي تقوم عليها الخدمات الأساسية التي يحتاجونها بشدة".

وأشار البيان إلى أن الزلازل دمرت منازل العائلات وتركت العديد من الأطفال يخشون العودة إلى منازلهم مع استمرار الهزات الارتدادية، وأن العديد من العائلات نازحة الآن وتعيش في ظروف ضيقة في ملاجئ ومخيمات مؤقتة.

وقال البيان إن اليونيسيف تعمل مع شركائها لتقديم وتوسيع نطاق خدمات العلاج المنقذة للحياة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم في جميع أنحاء سوريا كما يتم تقديم خدمات التغذية الوقائية، بما في ذلك مكملات المغذيات الدقيقة، ومراقبة النمو والإرشاد، والدعم حول الرضاعة الطبيعية والتغذية التكميلية المناسبة للعمر.

كما توفر اليونيسيف الخدمات والإمدادات الصحية الأساسية والمياه النظيفة والصرف الصحي الجيد لمنح المزيد من الأطفال فرصة للبقاء على قيد الحياة، وفقا للبيان.

وأوضح البيان أنه قبل الزلازل، كان نداء اليونيسيف للعمل الإنساني من أجل الأطفال 2023 في سوريا يعاني من نقص كبير في التمويل، حيث تم تأمين جزء بسيط فقط من 328.5 مليون دولار أمريكي.

ونبه إلى أنه مع تفاقم الوضع نتيجة الزلازل، أصبح الوضع أكثر إلحاحا ونحتاج 172.7 مليون دولار من أجل المساعدات الفورية المنقذة للحياة لـ5.4 مليون شخص (بما في ذلك 2.6 مليون طفل) متضرر من الزلزال في سوريا.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق