تعليق : سخافة وقلق الولايات المتحدة في "التتبع السياسي" حول منشأ فيروس كورونا

في الآونة الأخيرة ، بدأت الولايات المتحدة في إثارة "التتبع السياسي" حول منشأ فيروس كورونا في محاولة لإلقاء اللوم على الصين. أولا، نقلت صحيفة (وول ستريت جورنال) عن تقرير سري قدمته وزارة الطاقة الأمريكية إلى البيت الأبيض والكونغرس، قال إن فيروس كورونا  "تسرب على الأرجح عن طريق الخطأ من مختبر صيني". بعد ذلك ، اتبعت وسائل الإعلام الرئيسية في الولايات المتحدة الضجيج ايضا. وبعد ذلك ، أدلى السفير الأمريكي لدى الصين بيرنز ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي بتصريحات مماثلة، تظاهرا  بتشويه جماعي للصين.      

في بداية هذا العام ، أوضح مكارثي  الرئيس الجديد لمجلس النواب في الكونجرس الأمريكي ، في أول خطاب له بعد توليه منصبه أنه سيحقق في أصل فيروس كورونا، لاظهار موقف صارم مناهض للصين في سبيل تعزيز ثقل حزبه في صراع الحزب.

عندما أصبحت معاداة الصين ما يسمى "الصواب السياسي" في الولايات المتحدة ، تم قمع العديد من الأصوات الحقيقية والعقلانية. وكشفت هذه المهزلة السياسية عن القلق الاستراتيجي العميق للولايات المتحدة  تجاه الصين.

في السنوات الثلاث الماضية، كانت هناك المشاكل والشكوك حول اجراءات الولايات المتحدة في  الوقاية من الأوبئة ومكافحتها، حيث  لم تدع منظمة الصحة العالمية أبدا إلى إرسال فريق خبراء للقيام بالتعاون في مجال التتبع بأصل فيروس كورونا ، ولم تقدم أبدا أي بيانات مبكرة عن الوباء. على وجه الخصوص ، فإن المتجمع الدولي لديه الكثير من الاسئلة والشواغل حول مختبر فورت ديتريك في الولايات المتحدة ، والمختبر البيولوجي بجامعة نورث كارولينا وأكثر من 200 قاعدة بيولوجية عسكرية حول العالم. فيجب على الولايات المتحدة فتحها أمام التحقق الدولي في أقرب وقت ممكن.

 

يعد تتبع أصل الفيروسات هو قضية علمية ولا ينبغي التلاعب بها سياسيا. إن "التتبع السياسي" من قبل الجانب الأمريكي لا يمكن أن يحل مشاكله الخاصة. بل يجعل العالم يرى بشكل أكثر وضوحا: أن الولايات المتحدة هي أكبر مدمرة  للمعركة العالمية ضد الجائحة وأكبر عقبة أمام تتبع أصل فيروس كورونا.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق