تعليق: العالم ليس بحاجة إلى "قمة الديمقراطية" التي تسعي إلي إثارة المواجهة

تستضيف الولايات المتحدة القمة الثانية من قادة الديمقراطية يومي الأربعاء والخميس (29-30 مارس)، مدعية بأن "الديمقراطية تقاوم السلطة الاستبدادية". إلا أن عقد القمة في حد ذاته يعتبر منافيا لروح الديمقراطية، لأن العالم لا يحتاج إليها على الإطلاق.

وبالمقارنة مع النسخة السابقة، دعت الولايات المتحدة كلا من كوستاريكا وهولندا وكوريا الجنوبية وزامبيا للمشاركة في استضافة القمة لإظهار تمثيل واسع لها. وهذه الحيلة الصغيرة هي في الواقع تستر، غير قادر على إخفاء جوهر "المركزية الأمريكية" وراءها.

وجوهر هذه القمة المزعومة هو تقسيم "المعسكرين الديمقراطي وغير الديمقراطي" وفقا لمعايير النمط الأمريكي، أي الحفاظ على الهيمنة الأمريكية وقمع ما يسمى بـ"المنشقين" باسم الديمقراطية.

وعلى الرغم من أن الوضع الديمقراطي في الولايات المتحدة يسجل نتائج منخفضة، إلا أن دافعها لتصدير الديمقراطية على الطريقة الأمريكية لا يزال غير منقوص. حيث عملت على الترويج لـ"عقيدة مونرو الجديدة" في أمريكا اللاتينية، والتحريض على "الثورات الملونة" في أورأسيا، وتنظيم ما يسمى بـ"الربيع العربي" في غرب آسيا وشمال إفريقيا ... لسنوات، جلبت الديمقراطية من النمط الأمريكي اضطرابات وكوارث مستمرة لحقوق الإنسان على الصعيد العالمي، وتعرضت لمعارضة بالإجماع لدى الأعضاء الآخرين بالمجتمع الدولي. وفقا لتقرير مشترك صادر عن شركة داليا الألمانية والتحالف العالمي من أجل الديمقراطية، فرأى 43٪ من المستطلعين في جميع أنحاء العالم أن ديمقراطيتهم مهددة من قبل الولايات المتحدة.

إن الديمقراطية قيمة مشتركة للبشرية جمعاء، وليس للولايات المتحدة الحق في احتكار الحق في تعريف الديمقراطية والحكم عليها. وبغض النظر عن عدد "قمم الديمقراطية" التي تنظمها الولايات المتحدة، فإنها ستنتهي بالفشل بالتأكيد!!

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق