مقابلة: باحث ينتقد الديمقراطية الأمريكية لإحباطها آمال الأمريكيين

قال باحث تركي بارز إن الديمقراطية الأمريكية ليست سوى "لعبة" سياسية، لا يتذكر فيها النخبة الحاكمة المواطن العادى إلا وقت الانتخابات.

وفي هذا السياق، قال باريس دوستر، أكاديمي في جامعة مارمارا ومقرها اسطنبول، في مقابلة أجراها مؤخرا مع وكالة أنباء ((شينخوا)) "إن الديمقراطية التي تجمع مواطنيها للتصويت مرة واحدة كل عام، من انتخابات إلى انتخابات، ولا تسأل قط عن مشاكلهم، ولا تُشركهم في عملية الحل، ليس لها معنى."

وجدير بالذكر أن المواطنين الأمريكيين يتم استبعادهم تماما من العملية الديمقراطية، ما أفقدهم الثقة في ديمقراطتيهم.

ونقلا عن استطلاع رأي أجراه مركز بيو للأبحاث أظهر وصول ثقة الأمريكيين في حكومتهم إلى أدنى مستوى في التاريخ، قال الباحث إنه "لا يعتقد سوى 20 بالمائة من الناخبين في الولايات المتحدة بأنه يمكنهم التعبير عن رأيهم. فمثل هذه الثقة منخفضة المستوى ليست مفاجئة على الإطلاق".

كما أشار دوستر إلى أن أزمة الثقة أدت بالفعل إلى خلل وظيفي في العملية الديمقراطية بالولايات المتحدة، وتسببت في تفاقم نظامها السياسي المكون من حزبين الذي فشل بالفعل في معالجة مشاكل مواطنيه.

وأضاف "إذا أوليت اهتماما، ستلاحظ أن النخبة السياسية وأصحاب الأموال هم أصحاب النفوذ في كلا الحزبين، ليس المواطنون في الشارع أو العمال أو المظلومين".

ولخص قائلا "إن الديمقراطية الأمريكية ديمقراطية لأصحاب السلطة والأثرياء والنخبة السياسية فقط".

وانتقد أيضا الولايات المتحدة لتقديم نفسها كـ"نموذج للديمقراطية"، مشيرا إلي أنها تتدخل باستمرار في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتشن حروب تحت ستار الديمقراطية.

كما لفت إلى أنه لا يحق للولايات المتحدة مناقشة حقوق الإنسان والديمقراطية والحرية.

وواصل "بعبارة أخرى، إن آخر شخص يتحدث عن حقوق الإنسان والحريات بين ما يقرب من 8.5 مليار شخص في العالم هو الرئيس الأمريكي".

وأردف قائلا إنه عندما تتحدث الولايات المتحدة عن الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان "أفكر في أفغانستان والعراق، أفكر في الانقلابات ومحاولة الانقلاب التي اندلعت في أمريكا اللاتينية بدعم من الولايات المتحدة".

وفي مثل هذا السياق، فإن ما يسمى بـ"قمة من أجل الديمقراطية" المنعقدة من قبل الولايات المتحدة "مشلولة بطبيعتها بشكل قاطع وأساسي،" بحسب دوستر. 

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق