المساعدات المتفانية على مدار 60 عاما جعلت الأطباء الصينيين "من أكثر الضيوف المرحب بهم" في إفريقيا

 أُرسل أول فريق طبي صيني من بكين إلى الجزائر في السادس من أبريل عام 1963. فمنذ ذلك الحين، تعمل دفعة تلو أخرى من الأطباء الصينيين في إفريقيا، ويقدمون المساعدة والخدمات الطبية التي تشتد حاجة السكان المحليين إليها.

وبرغم مواجهة العديد من الصعوبات والتحديات، فقد ثابر الأطباء الصينيون في جهودهم لإنقاذ الأرواح وعلاج الأمراض وتكوين صداقات جديدة وتعزيز النوايا الحسنة في جميع أنحاء إفريقيا.

لقد أكسبهم التزامهم الراسخ وشعورهم بالواجب وخبراتهم النموذجية الواسعة، سمعة بأنهم أكثر الضيوف المرحب بهم في القارة الإفريقية، ما جعلهم محبوبين لعدد لا يُحصى من الأفارقة.

في الوقت الذي تسعى فيه الصين وإفريقيا إلى بناء مجتمع مصير مشترك في العصر الجديد، ومن بينها بناء مجتمع صحة عالمي للجميع، أصبح الأطباء الصينيون الذين يخدمون في بعثات إغاثة في إفريقيا، قدوة مشرقة مع مساهمتهم الكبيرة في القضية النبيلة.

--التزام صيني راسخ

منذ وصول أول فريق طبي صيني إلى الجزائر عام 1963، أوفدت الصين حوالي 30 ألف عامل طبي إلى 76 دولة ومنطقة عبر القارات الخمس، مع التركيز بشكل أساسي على إفريقيا، ما ساهم في إجراء 290 مليون تشخيص وعلاج للسكان المحليين، حسبما ذكرت لجنة الصحة الوطنية الصينية.

يؤكد هذا الجهد الكبير على التزام الصين الراسخ، باعتبارها دولة رئيسية، بتقديم المنافع العامة للمجتمع الدولي.

وأكمل وو يي لون، طبيب الموجات فوق الصوتية في مستشفى شيآن هونغهوي بمقاطعة شنشي الصينية، ثلاث فترات منفصلة، مدة كل فترة عامان، في السودان. والجدير بالذكر أن ثلاثة أفراد آخرين من عائلة وو قدموا أيضا مساعدات طبية في السودان على مدار الـ21 عاما الماضية.

وقال لوكالة أنباء ((شينخوا)) "بالنسبة لي، فإن الانضمام إلى الفريق الطبي في إفريقيا ليس إرثا عائليا فحسب، بل أيضا مهمة والتزام كطبيب صيني".

وسار شين آ لي، طبيب التخدير في مستشفى يينغ تشنغ للطب الصيني في مقاطعة هوبي بوسط الصين، على خطى جده وعمه بالانضمام إلى الفرق الطبية الصينية الموفدة إلى الجزائر.

فخلال التتابع بين الأب والابن، والزوج والزوجة، وحتى الأخوات، في العمل يدا بيد، لم يغادر الأطباء الصينيون القارة الإفريقية على مدار الـ60 عاما الماضية، ونقلوا مهمة الإغاثة من جيل إلى جيل.

ليس من السهل أبدا على الأطباء الصينيين الاستقرار بعيدا عن منازلهم، ناهيك عن أن المستشفيات التي يعملون بها في إفريقيا توجد عادةً في مناطق نائية ذات ظروف قاسية.

سد الثغرات الطبية

قدم الأطباء الصينيون مساهمات كبيرة في مجال الرعاية الصحية في المجتمعات المحلية على مدار الـ60 عاما الماضية، وشملت جهودهم التشخيص والعلاج والعمليات الجراحية الرائدة للمساعدة في سد الفجوات الطبية في البلدان المضيفة.

كما أدخل الأطباء الصينيون الطب الصيني التقليدي إلى إفريقيا، بما في ذلك الوخز بالإبر، الذي يكتسب شعبية في العديد من الدول الإفريقية.

--ملائكة في أزياء بيضاء

قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في فبراير في رسالة جوابية على الفريق الطبي الصيني الـ19 الذي تم إرساله إلى جمهورية إفريقيا الوسطى "إن الشعب الصيني يحب السلام ويقدر الحياة، وهو ما يظهر جليا من خلال جهودهم في تقديم المساعدة الطبية الدولية".

إلى جانب تقديم المساعدة الطبية للعديد من البلدان الإفريقية، أقام أطباء صينيون أيضا صداقات مع السكان المحليين الذين غالبا ما يعتبرونهم أصدقاء مقربين وحتى أفراد من العائلة.

وقال يانغ يونغ، رئيس الفريق الطبي الصيني الـ27 الذي تم إرساله إلى الجزائر، إن الأطباء الصينيين يتحملون مهمتين في إفريقيا، إحداهما كونهم "ملائكة في أزياء بيضاء" لإنقاذ الأرواح، والأخرى كونهم "رسل" لنقل الصداقة إلى السكان المحليين.

وقال ناصر بوشيبة، رئيس جمعية التعاون الإفريقي-الصيني للتنمية في المغرب: "لقد قدمت الصين المساعدة الطبية في الوقت المناسب عندما كان هناك نقص حاد في الكوادر الطبية في الدول الإفريقية بعد فترة الاستعمار قبل أكثر من نصف قرن".

وصرح بوشيبة لـ((شينخوا)) بأن الأطباء الصينيين عادة ما يعملون في مناطق نائية ذات ظروف قاسية، ويلعبون "دورا إنسانيا مهما" في المساعدة على تحسين الرعاية الصحية المحلية.

وأشاد نور الدين جودي، البالغ من العمر 89 عاما، وهو دبلوماسي جزائري سابق، ببعثة المساعدة الطبية الصينية التي استمرت 60 عاما في الجزائر ووصفها بأنها "نموذج للتعاون بين بلدان الجنوب".

في ناميبيا، تم إدخال الطب الصيني التقليدي في نظام التأمين الصحي من خلال الجهود المتواصلة التي بذلها وانغ بنغ، عضو الفريق الطبي الصيني في ناميبيا خلال الفترة ما بين عامي 2014 و2016.

وقال بن نانجومبي، المدير التنفيذي لوزارة الصحة والخدمات الاجتماعية في ناميبيا "إنها خطوة رحب بها بشدة العديد من المرضى المحليين الذين يستفيدون من الطب الصيني التقليدي نظرا لآثاره العلاجية".

وأوضح بيير سومسي، وزير الصحة العامة والسكان في جمهورية إفريقيا الوسطى، أن الفرق الطبية الصينية لا تعالج المرضى وتنقذ الأرواح فحسب، بل أثرت أيضا على السكان المحليين بأخلاقياتهم الطبية وحبهم الكبير.

وقال ناصور أحمد مزروعي، وزير الصحة في زنجبار بتنزانيا إن "الفريق الطبي الصيني تم دمجه بعمق في الحياة اليومية لسكان زنجبار"، مشيدا بالأطباء الصينيين ووصفهم بأنهم "ملائكة حقيقيون في أزياء بيضاء".

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق