تعليق ((شينخوا)): تلاعب واشنطن الدنيء بـ "ورقة تايوان" محكوم عليه بالفشل

رغم الاحتجاجات الرسمية للصين وتحذيراتها المتكررة، مازالت واشنطن ترتب رحلة "مرور" لتساي إنغ-ون واجتماعها مع رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفين مكارثي.

هذا استفزاز سياسي محسوب ضد الصين، وخطوة خطيرة محتملة لدعم "استقلال تايوان". وعلى الرغم من ذلك، فإن التكتيك القديم لواشنطن المتمثل في اللعب بـ "ورقة تايوان" لاحتواء الصين محكوم عليه بالفشل، ولن يسفر عنه سوى نتائج عكسية.

وفي البيان المشترك لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة في 1978، تعهدت واشنطن بشكل واضح للحفاظ على اتصالات غير رسمية مع تايوان. وفي السنوات الأخيرة، أكد قادة الولايات المتحدة مرارا وتكرارا على التزامهم بعدم دعم "استقلال تايوان" أو "صينين" أو "صين واحدة وتايوان واحدة".

والجدير بالذكر أن كيفن مكارثي هو ثالث أعلى مسؤول في الحكومة الأمريكية. وبالتالي، فإن ترتيب هذا الاجتماع ليس سوى انتهاك صارخ للالتزامات التي تعهدت بها الولايات المتحدة في البيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة، وخرق خطير لمبدأ صين واحدة.

ولعبت الولايات المتحدة مؤخرا حيلا قذرة في قضية تايوان، حيث تستخدم الآن ما يُسمى بتوقف تساي لزيادة التوترات عبر مضيق تايوان، ما يخلق مشاكل جديدة في العلاقات الصينية الأمريكية.

ولبعض الوقت، كانت سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي في تايوان تروّج لرحلة تساي الخفية إلى الولايات المتحدة على أنها "اختراق دبلوماسي" مزعوم. وبالتالي، فإن تحريض واشنطن المتهور لمثل هذا السلوك ليس سوى دليل ملموس على الاعتداء المتعمد على مبدأ صين واحدة.

وبدلا من احتواء قوى "استقلال تايوان"، اختارت الولايات المتحدة أن تدعم ما يسمى بجهود "الاختراق" لسلطات تايوان، وهي خطوة خطيرة لتقويض الأساس السياسي للعلاقات الصينية والأمريكية، وإلقاء ظلال جديدة على منطقة المحيط الهادئ بأكملها.

وفي الواقع، لا تزال الولايات المتحدة مصممة على تزويد تساي، المدافع القوي عن قوى "استقلال تايوان"، بمنصات مختلفة لتقديم عرض سياسي، وإرسال إشارات خاطئة إلى القوات الانفصالية.

ويتمثل الرأي العام السائد في الداخل والخارج في أن تواطؤ الولايات المتحدة مع قوى "استقلال تايوان"، ليس عاملا خارجيا مهما تسبب في عدم الاستقرار عبر مضيق تايوان فحسب، بل أيضا يشكل تهديدا للأمن العام في منطقة آسيا والباسفيك.

ومن الواضح بشكل متزايد الآن، إن الولايات المتحدة، من أجل احتواء الصين والحفاظ على تفوقها العالمي، مستعدة دائما للتلاعب عمدا بـ "ورقة تايوان"، وعرقلة الاستقرار الإقليمي والعالمي عن قصد.

وعلى مر السنين، من "إعادة التوازن إلى آسيا والمحيط الهادئ" إلى "إستراتيجية المحيطين الهندي والهادئ"، ومن العبث بهونغ كونغ الصينية إلى ترويج الشائعات حول شينجيانغ والتبت الصينيتين، لجأت الولايات المتحدة إلى العديد من المخططات الدنيئة لتشويه سمعة الصين وقمعها.

فمن خلال وصف الصين بـ "المنافس الاستراتيجي"، ربطت الولايات المتحدة الدول الأخرى في دائرتها الصغيرة، وعززت تحالف العيون الخمس، وروجت لمجموعة كواد، وأقامت تحالف أوكوس، وحاولت بكل طريقة ممكنة بناء نسخة آسيا-الباسفيك للناتو. وتُعتبر "ورقة تايوان" محورا لاستراتيجية الولايات المتحدة في احتواء الصين.

إن المُروج الحقيقي المزدوج لقضية تايوان هو الولايات المتحدة، التي تسعى لتشويه مبدأ صين واحدة وتفريغه من مضمونه، وذلك من خلال محاولاتها الصارخة والخادعة لتجاوز الخط الأحمر في هذه المسألة، حيث اعتمدت من جانب واحد ما يسمى بـ"قانون العلاقات مع تايوان"، وعززت مبيعات الأسلحة للجزيرة الصينية. فإن تنسيقها لما يسمى بـ "مرور" تساي ليس سوى محاولة أخرى لاستفزاز الصين وتشويه صورتها.

إن الانفصاليين كتساي ليسوا سوى أداة في يد الولايات المتحدة لاحتواء الصين. فهناك الكثير من الأدلة على أن واشنطن تعطي الأولوية لمصالحها على حساب الآخرين.

وفي نهاية المطاف، ستتخلى واشنطن بالتأكيد عن قوى "استقلال تايوان"، حيث أفيد أن بعض الساسة الأمريكيين زعموا التخلي عن تايوان أو حتى تدميرها.

إن مسألة تايوان في صميم المصالح الجوهرية للصين، وتمثل ركيزة الأساس السياسي الذي تقوم عليه العلاقات بين الصين والولايات المتحدة، والخط الأحمر الأول الذي لا ينبغي تجاوزه في العلاقة بين البلدين.

وتلعب الولايات المتحدة بالنيران من خلال دعم "استقلال تايوان". ولن تقبل الصين قط تلاعب الولايات المتحدة بمسألة تايوان لخدمة سياساتها الداخلية أو مصالح بعض السياسيين.

وأشار مقال نُشر مؤخرا على موقع "ذا دبلومات" إلى أنه ينبغي على واشنطن وضع قيود واضحة على المعاملات بين تايوان والولايات المتحدة للتأكيد على أنها ليست رسمية ولا تضم اتصالات بين كبار المسؤولين.

وشدد على أنه من خلال الأفعال فقط، وليس الكلمات، يمكن لواشنطن إحياء مصدقية سياسة صين واحدة لها، وفي المقابل سيتم اتخاذ إجراءات صينية موثوقة.

وجدير بالذكر أنه سيكون للسياسات المضللة للولايات المتحدة المتعلقة بتايوان تأثيرا مدمرا على العلاقات الصينية الأمريكية. فإن التوتر المتصاعد عبر مضيق تايوان وتعكر صفو العلاقات مع الصين، يُحتم على واشنطن احترام التزامها السياسي تجاه الصين. كما يجب القضاء على مثل هذه المهازل السياسية، مثل ما يسمى بالتوقف. 

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق