تعليق: الشرق الأوسط يشهد تغيرات كبيرة بعد المصالحة السعودية الإيرانية في بكين منذ شهر

وصل وفد دبلوماسي سعودي يوم السبت (8 أبريل) بالتوقيت المحلي، إلى طهران، ليبحث مع الجانب الإيراني تفاصيل إعادة فتح السفارات والقنصليات بينهما. ووفقا لـ"خارطة الطريق" و"الجدول الزمني" المتفق عليهما خلال الحوار الذي عقده الطرفان في بكين في العاشر من شهر مارس الماضي، يتقدم البلدان باستمرار على طريق تيسير العلاقات، ما يدل على صدقهما لإجراء المصالحة بأعمال ملموسة، وكذلك يوفر نموذجا مهما لبلاد الشرق الأوسط لحل الصراعات من خلال الحوار والتشاور. وفي الشهر الماضي، شهدت المنطقة تبادلات ومحادثات أكثر وزخم تخفيف توتر العلاقات بشكل كبير...

ومع بدء المصالحة بين الرياض وطهران، حظيت عملية السلام اليمنية بفرصة وبصريات مهمة. حيث وصل الوفدان العماني والسعودي يوم السبت إلى صنعاء، عاصمة اليمن الخاضعة لسيطرة الحوثيين، لإطلاق جولة جديدة من محادثات السلام حول الوضع في اليمن. 

وفي الشهر الماضي، اتفقت السعودية وسوريا على إعادة فتح سفارتيهما. 

كما تحسنت العلاقات بين تركيا ومصر. والتقى وزيرا خارجية تركيا ومصر في القاهرة في أواخر مارس، وهي المرة الأولى التي ترسل فيها تركيا مسؤولا على المستوى الوزاري إلى مصر منذ أكثر من عقد من الزمان. وأعلن الجانبان في القاهرة أن العلاقات الثنائية ستعود إلى مستوى السفراء في الوقت المناسب.

ويرى العديد من المحللين أن الوضع في الشرق الأوسط معقد، فـ"موجة المصالحة" لم تأت بسهولة، بل هي نتيجة لمجموعة من العوامل الداخلية والخارجية.

وعلى الصعيد الداخلي، عانت شعوب الشرق الأوسط من الحروب والاضطرابات لفترة طويلة واشتاقت إلى السلام.

وعلى الصعيد الخارجي، سرعت الولايات المتحدة "انسحابها" من الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة، وواصلت تحويل اهتمامها ومواردها إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ. كما نبه الصراع بين روسيا وأوكرانيا دول الشرق الأوسط أنه يجب عليها التخلص من التدخل الخارجي، وتعزيز الوحدة والتعاون، والعمل بأنفسهم من أجل مستقبل ومصير الشرق الأوسط.

وخلال عملية تعزيز المصالحة بين السعودية وإيران، تمسكت الصين بموقفها العادل المتمثل في عدم الانحياز، وعدم السعي إلى تحقيق مصالح أنانية، وعدم الانخراط في دوائر صغيرة، ما أبرز التزام  الصين بالاتجاه العام المتمثل في السعي إلى تحقيق السلام والتنمية في الشرق الأوسط، وأدركت بدقة الاتجاه العام للسلام والتنمية في المنطقة وحتى في العالم. واكتسبت بذلك ثقة دول الشرق الأوسط. ولاقت مبادرتها بشأن الأمن العالمي ترحيبا واسعا لدى بلدان المنطقة.

وفي خضم "موجات المصالحة" في الشرق الأوسط، ستظل الصين داعية للأمن والاستقرار في المنطقة، وشريكا لتنميتها وازدهارها، وداعما للوحدة. هناك سبب للاعتقاد بأن "خطوة صغيرة" تتمثل في المصالحة السعودية الإيرانية ستصبح خطوة كبيرة للبشرية لتجاوز الصراع وتحقيق المصالحة.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق