وزير الخارجية الصيني يحضر الاجتماع الرابع لوزراء خارجية الدول المجاورة لأفغانستان

حضر عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني تشين قانغ يوم الخميس الاجتماع الرابع لوزراء خارجية الدول المجاورة لأفغانستان في مدينة سمرقند الأوزبكية.

وترأس الاجتماع القائم بأعمال وزير الشؤون الخارجية الأوزبكي بختيار سعيدوف، وحضره وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، ووزير الخارجية الطاجيكي سراج الدين مهر الدين، والنائب الأول لوزير خارجية تركمانستان وفا حاجييف، ووزيرة الدولة للشؤون الخارجية الباكستانية حنا رباني خار.

وذكر تشين أن الوضع الحالي في أفغانستان متصف بالقلق وسط وجود استقرار وكذا اضطرابات، ويمر بفترة حرجة من التعديل والتحول في السياسة الداخلية والخارجية، الأمر الذي يتطلب المزيد من الاهتمام والمدخلات من المجتمع الدولي، وخاصة جيرانها.

وقال تشين إنه "يتعين على جميع الأطراف إظهار روح حسن الجوار والصداقة والمساعدة المتبادلة، ودفع تنفيذ نتائج اجتماعات وزراء الخارجية السابقة، والتحدث بصوت واحد حول دعم إعادة إعمار أفغانستان وتنميتها وتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين".

وأكد تشين أن القضية الأفغانية التي طال أمدها هي نتيجة لكل من "أمراض قديمة لم تعالج" و"أمراض جديدة"، وأنه يتعين على الدول المجاورة لأفغانستان الاضطلاع بدور رائد في مساعدة أفغانستان في التغلب على الصعوبات والتحديات وتحقيق تنمية مستقرة.

وقدم تشين اقتراحا من أربع نقاط.

أولها هو اتخاذ إجراءات صارمة ضد القوى الإرهابية في أفغانستان، وإزالة التربة الخصبة للإرهاب من منبعها، والحيلولة بعزم دون أن تصبح أفغانستان ملاذا للإرهاب وتربة خصبة له ومصدرا لانتشاره مرة أخرى.

فقد أشار تشين قائلا "إننا نحتاج في الوقت نفسه إلى تعميق التعاون الإقليمي في مكافحة الإرهاب ومكافحة المخدرات ومسألة اللاجئين، وتعزيز الرقابة على الحدود، ومساعدة أفغانستان بشكل مشترك على تعزيز قدراتها على مكافحة الإرهاب للحد بشكل فعال من تدفقات الإرهابيين عبر الحدود وزعزعة الاستقرار".

وثانيها هو ضرورة أن تفي الولايات المتحدة بمسؤولياتها. فالولايات المتحدة هي البادئة بالمشكلة الأفغانية ولم تفكر مليا بعد في الضرر الجسيم الذي ألحقته بالشعب الأفغاني. ويتعين على الولايات المتحدة أن ترفع على الفور العقوبات الأحادية المفروضة على أفغانستان وتعيد أموال أفغانستان في الخارج.

وثالثها هو أنه دعا طالبان الأفغانية إلى بناء حوكمة شاملة. فانطلاقا من احترام استقلال أفغانستان وسيادتها وعزة ذاتها الوطنية، يتعين على الجيران توجيه طالبان الأفغانية إلى اتباع اتجاه العصر، والتعلم من الممارسات الناضجة للدول الإسلامية الأخرى، وإظهار المزيد من الشمول والتقدمية في إقامة السلطة السياسية والحوكمة المحددة لها.

ورابعها هو القيام بتعاون عملي فيما يتعلق بأفغانستان.

ستعمل الأطراف المجاورة على تسريع تنفيذ مبادرة تونشي، ودعم أفغانستان في الاستفادة من ميزتها الجغرافية باعتبارها "قلب آسيا"، ودمج نفسها في الربط الإقليمي والتكامل الاقتصادي، وتعزيز قدرتها على التنمية المستقلة والمستدامة.

وذكر تشين أن الصين ستواصل تقديم الدعم في حدود قدرتها لإعادة إعمار أفغانستان، وتعبر عن استعدادها للعمل مع الدول المجاورة للالتزام بمبادئ الصداقة والإخلاص والمنفعة المتبادلة والشمول، وإقامة علاقات طيبة مع الجيران والعمل كشريك لهم، وتعمق الصداقة والثقة المتبادلة وتكامل المصالح مع الدول المجاورة، والتكاتف لحل القضية الأفغانية بشكل صحيح، والالتزام بأمن المنطقة وتنميتها المشتركة.

لقد أجرت الأطراف المشاركة مناقشات متعمقة حول القضية الأفغانية، واتفقت في أن اجتماع وزراء خارجية دول الجوار يُعقد في الوقت المناسب. ويتعين على دول المنطقة، التي تشترك في مصير مشترك، توطيد التنسيق والتعاون، وتنفيذ مبادرة تونشي بشكل مشترك، وتعزيز الربط البيني الإقليمي.

وأشارت (الأطراف المشاركة) إلى أنه من الضروري الحفاظ على تواصل مع الحكومة الأفغانية المؤقتة وإرشادها للوفاء بالتزاماتها الداخلية والخارجية وبناء حكومة شاملة ومعتدلة، وحماية حقوق المرأة، وإحياء الاقتصاد، وتحسين معيشة الشعب. ودعت طالبان الأفغانية إلى الاهتمام بالشواغل الرئيسية للدول المجاورة والاستجابة لها، ومكافحة الإرهاب والاتجار بالمخدرات بشكل فعال.

كما أعربت عن معارضتها لقوى خارجية تقوض أمن واستقرار أفغانستان والمنطقة، وتهرب الدولة التي تتحمل المسؤولية الرئيسية عن الوضع الراهن في أفغانستان، وإغلاقها باب الاتصال والحوار مع الجانب الأفغاني.

وأصدر الاجتماع إعلان سمرقند للاجتماع الرابع لوزراء خارجية الدول المجاورة لأفغانستان.

وعقب الاجتماع، حضر تشين حوار وزراء خارجية "الدول المجاورة لأفغانستان زائد أفغانستان".

وترأس تشين في نفس اليوم الاجتماع غير الرسمي الثاني لوزراء خارجية الصين وروسيا وباكستان وإيران حول القضية الأفغانية، والتقى على التوالي لافروف، ومولوي أمير خان متقي القائم بأعمال وزير الخارجية في الحكومة الأفغانية المؤقتة.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق