حث عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني تشين قانغ، يوم الخميس، الولايات المتحدة على تعلم الدروس من فشلها متعدد الأوجه في أفغانستان وتغيير المسار في أقرب وقت ممكن.

صرح تشين بذلك أثناء حديثه إلى الصحفيين بعد الاجتماع غير الرسمي الثاني الذي عُقد بين وزراء خارجية الصين وروسيا وباكستان وإيران. وقد طُلب منه التعليق على تقرير استقصائي أصدره البيت الأبيض في وقت سابق من الشهر الجاري بشأن انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، الذي أقر "بفشل استخباراتي هائل" وألقى باللوم على الإدارة الأمريكية السابقة في الانسحاب المتسرع.

وقال تشين إن فشل أمريكا في أفغانستان متعدد الأوجه. وأشار أولا إلى الفشل العسكري، مضيفا أن "الغزو" بالقوة لم يحقق لحظة سلام لأفغانستان، وأن 20 عاما من الاحتلال الأمريكي كانت 20 عاما من الصراع والاضطراب في أفغانستان.

وأشار إلى أن الفشل الثاني هو الفشل السياسي، مضيفا أن "التحول الديمقراطي" الذي فرضته الولايات المتحدة والغرب لم يأت سوى بنتائج عكسية، وأن قضية المصالحة الوطنية في أفغانستان قد تأخرت حتى الآن.

وقال تشين إن الفشل الثالث هو الفشل في مكافحة الإرهاب، موضحا أنه كلما حاربت الولايات المتحدة الإرهاب، زاد انتشار الإرهاب في أفغانستان، حيث زاد عدد الجماعات الإرهابية في البلاد من رقم آحاد قبل عقدين إلى أكثر من 20 في الوقت الحاضر، ما خلق "ثقباً أسود أمنياً" ضخماً.

وشدد تشين على أن الانسحاب العسكري لا يعني التخلي عن المسؤولية، ولا يعني التقرير الصادر عن البيت الأبيض وضع حد لأعمال أمريكا الدنيئة في أفغانستان. وأضاف أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي وتغض الطرف عن مشقات الشعب الأفغاني، وأنه تجب إعادة الأموال التي تم جنيها بشق الأنفس والتي تم اقتطاعها قسرا من أفغانستان في أسرع وقت ممكن.

وقال تشين إنه يأمل أن تتمكن الولايات المتحدة حقا من تعلم الدروس من هذا التاريخ وتغيير مسارها في وقت مبكر، بدلا من استخدام المعايير الغربية للحكم على أنظمة الدول الأخرى والتدخل فيها، أو محاولة إعادة نشر القوات العسكرية في أفغانستان والمنطقة، فضلا عن دعم الإرهاب والاستفادة منه.