أعلنت قوات الدعم السريع اليوم (الثلاثاء) عن قبول هدنة لمدة 24 ساعة لضمان المرور الآمن للمدنيين وإجلاء الجرحى، في خطوة أعلن الجيش السوداني أن لا علم له بأي تنسيق دولي بشأنها، معتبرا أنها تهدف للتغطية على "هزيمتها الساحقة".
وقال قائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) في بيان على حسابه الرسمي في ((تويتر)) اليوم "تعلن قوات الدعم السريع موافقتها على هدنة لمدة 24 ساعة لضمان المرور الآمن للمدنيين وإجلاء الجرحى".
وتابع أن ذلك يأتي "بعد محادثة مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وتواصل من قبل دول صديقة أخرى بالمثل تدعو إلى وقف مؤقت لإطلاق النار".
في المقابل، قال الجيش السوداني في بيان رسمي إنه "لا علم لنا بأي تنسيق مع الوسطاء والمجتمع الدولي حول هدنة، وإعلان التمرد لهدنة 24 ساعة يهدف للتغطية على الهزيمة الساحقة التي سيتلقاها خلال ساعات".
وأضاف "دخلنا مرحلة حاسمة وجهودنا منصبة نحو تحقيق غاياتها على المستوى العملياتي".
وتجددت صباح اليوم الاشتباكات بوسط الخرطوم حول محيط القيادة العامة للجيش السوداني ومطار الخرطوم الدولي ومحيط القصر الرئاسي، وحول بعض مقرات الدعم السريع جنوبي العاصمة، وفق شهود عيان.
ويشهد السودان منذ 15 أبريل الجاري اشتباكات مسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وتبادل الجانبان الاتهامات بالتسبب في اندلاع شرارة الحرب بالعاصمة السودانية الخرطوم ومناطق أخرى متفرقة بالسودان.
وكانت الخلافات بين القوتين العسكريتين قد بدأت منذ يوم الأربعاء الماضي في منطقة مروي شمال السودان، بعد أن نقلت قوات الدعم السريع آليات عسكرية إلى موقع قريب من القاعدة الجوية العسكرية هناك، وهو ما اعتبره الجيش تحركا غير قانوني.
وبرزت مؤخرا خلافات عميقة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وخاصة فيما يتصل بدمج "الدعم السريع" في الجيش المنصوص عليه في الاتفاق الإطاري الموقع بين المكونين العسكري والمدني في الخامس من ديسمبر الماضي.
وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية غير الحكومية اليوم ارتفاع عدد قتلى الاشتباكات المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى 144 قتيلا و1409 مصابين، في حين لم تصدر أي إحصاءات رسمية حتى الآن عن عدد الضحايا.