تعليق: لماذا كثرة الحديث عن الصين خلال زيارات الأمريكيين إلى الأرجنتين؟

"التقت قائدة القيادة الجنوبية الأمريكية الزائرة لورا ريتشاردسون بمسؤولين أرجنتينيين، لكن المباحثات جرت حول نفوذ الصين في أمريكا اللاتينية"... هكذا علقت وسائل إعلام أرجنتينية على المباحثات الأرجنتينية الأمريكية التي عقدت يوم 17 من أبريل الجاري.

وفي وقت سابق، زارت ويدني شيرمان  نائبة وزير الخارجية الأمريكي بوينس آيرس، حيث طلبت من الأرجنتين أن تكون "حذرة" في تطوير علاقاتها مع الصين.

وقبل ذلك، زار الأرجنتين أيضا خلال شهر أبريل الجاري كل من السيناتور الجمهوري الأمريكي جون كورنين الذي أعرب عن "قلقه" إزاء مشاريع التعاون بين الأرجنتين والصين، ورئيس مفوضية الرقابة النووية الأمريكية كريستوفر هانسن الذي زعم بأن التعاون بين الأرجنتين والصين في مجال الطاقة النووية تشوبه مخاطر ومشاكل.

وفي تعليقها على غرض هذه الزيارات الأمريكية الكثيفة إلى الأرجنتين، قالت صحيفة "باجينا 12" الأرجنتينية، إن "الولايات المتحدة تحاول تخفيف تركيز العلاقات بين الصين والأرجنتين"، في حين أشارت بعض وسائل الإعلام الأخرى إلى أن الولايات المتحدة تراقب على ما يبدو، تحركات الصين في أمريكا اللاتينية، وخاصة تعاونها مع الأرجنتين.

إن التعاون بين الصين والأرجنتين، سواء كان الأمر يتعلق ب ال 5G أو محطة Neuquén لمراقبة الفضاء العميق أو مشروع الطاقة النووية، شيء طبيعي، لكنه يزعج الولايات المتحدة كثيرا، التي تعتبره تحديا لمصلحتها وتهديدا لهيمنتها وبالتالي لا بد من إعاقته وإفساده بكل السبل الممكنة.

ورغم مرور حوالي عشر سنوات على اعتراف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في نوفمبر عام 2013 بانتهاء عصر مبدأ مونرو، أثبتت الحقائق أن الولايات المتحدة ما زالت تحاول السيطرة على أمريكا اللاتينية، بما يبقيها كمورد لمواد الخام وسوق لمنتجاتها ومستعمرا ثقافيا لها.

لكن اليوم مختلف عن الأمس. وتتوق بلدان أمريكا اللاتينية إلى الوحدة والتعاون والتنمية، وتتعالى دعواتها إلى الاستقلال وحرية القرار. ففي حزيران/يونيه من العام الماضي، قاطعت الكثير من بلدان أمريكا اللاتينية القمة التاسعة للأمريكتين التي استضافتها الولايات المتحدة، مما جعلها أقل نسخة من حيث عدد القادة المشاركين. وفي كانون الثاني/يناير من هذا العام، أصدرت القمة السابعة لمجموعة أمريكا اللاتينية والكاريبي إعلان بوينس آيرس، الذي يؤكد على المعارضة الحازمة للتدخل الأجنبي والهيمنة.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق