مقالة خاصة: الصين تبدد المخاوف من حدوث انكماش وتتوقع تعافي الطلب بشكل أكبر

قال مسؤولون ومحللون إنه على الرغم من تباطؤ نمو الأسعار في الصين منذ بداية هذا العام، إلا أن المخاوف بشأن حدوث انكماش في البلاد ليست ضرورية لأن اقتصادها يمضي على مسار انتعاش قوي وسط سياسات داعمة للنمو.

وارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بالصين، وهو مقياس رئيسي للتضخم، بنسبة 0.7 في المائة على أساس سنوي في مارس المنصرم، مقارنة بنسبة 2.1 في المائة ونسبة واحد في المائة في يناير الماضي وفبراير الماضي على التوالي.

وفي مؤتمر صحفي عقد هذا الأسبوع، قال فو لينغ هوي، المتحدث باسم الهيئة الوطنية للإحصاء، إنه لا يوجد انكماش واضح في الصين في الوقت الحالي ولن يظهر في المرحلة المقبلة.

وأردف فو أن الانكماش يشير إلى انخفاض مستمر في المستوى العام للأسعار، وغالبا ما يكون مصحوبا بانخفاض المعروض النقدي والركود الاقتصادي.

وأشار فو إلى أنه في الربع الأول من هذا العام، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين بشكل معتدل بنسبة 1.3 في المائة على أساس سنوي، ونما الناتج المحلي الإجمالي بقوة بنسبة 4.5 في المائة، بينما ارتفع بشكل سريع نسبيا المعروض النقدي بمعناه الواسع (إم 2)، وهو مقياس واسع لمعروض النقود يغطي النقد المتداول وجميع الودائع، بنسبة 12.7 في المائة حتى نهاية مارس المنصرم.

ومن جانبه؛ قال تسو لان، مسؤول في بنك الشعب الصيني، إن النمو السريع للائتمان النقدي وانخفاض الأسعار كانا في الأساس نتيجة للتأخر الزمني.

ومقارنة بالعرض، فإن تعافي الطلب بطيء نسبيا حيث يستغرق الأمر وقتا لتعزيز رغبة الناس في الاستهلاك، خاصة عندما يتعلق الأمر بالاستهلاك بالجملة، وفقا لما ذكر تسو.

بدوره؛ أيد مينغ مينغ، كبير الاقتصاديين في سيتيك للأوراق المالية، كلمات تسو، قائلا إنه كان هناك طلبا أقوى على القروض طويلة الأجل بين الشركات، مما يشير إلى تعافٍ أسرع في الإنتاج.

ومن جانبه؛ قال تشاو وي، المحلل في شركة ساينولينك للأوراق المالية، إنه مع ذلك، كانت هناك بالفعل ارتفاعات واضحة في أسعار الأنشطة الفعلية خارج شبكة الإنترنت مثل السفر والخدمات الطبية.

وأظهرت البيانات الرسمية أن القطاعات القائمة على الاتصال في الصين، بما في ذلك السفر والمطاعم، سجلت توسعا سريعا في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي.

وارتفع الناتج ذو القيمة المضافة لقطاع الإقامة والمطاعم بنسبة 13.6 في المائة على أساس سنوي في الربع الأول من العام الحالي، في تناقض حاد مع انخفاض بنسبة 5.8 في المائة في الربع الرابع من العام الماضي.

وبالنظر إلى المستقبل، قال تسو لان إن طلب المستهلكين في الصين سوف يتعافى مع زيادة وضوح آثار السياسات المالية الداعمة.

وأضاف تسو أنه بسبب التوازن العام لإجمالي العرض والطلب، فإن الظروف النقدية معقولة ومعتدلة، وتوقعات السكان مستقرة، ولا يوجد أساس لانكماش أو تضخم على المدى الطويل في البلاد.

وقال فو إن أسعار المستهلكين سوف تتعافى بشكل مطرد في المرحلة المقبلة.

وأضاف فو لينغ هوي أنه من المتوقع أن يظل مؤشر أسعار المستهلكين منخفضا في الربع الثاني من العام الحالي بسبب قاعدة المقارنة العالية مع نفس الفترة من العام الماضي، مشيرا إلى أن الأسعار عموما ستعود إلى مستوياتها الطبيعية في النصف الثاني من العام الجاري مع انحسار العوامل المؤثرة بشكل عام.

وأضاف مينغ مينغ أن رغبة الناس في الاقتراض تتبلور حاليا، حيث تعافت مبيعات المساكن التجارية في أوائل أبريل الحالي، مؤكدا أن احتمال حدوث انكماش في الصين ليس مرتفعا.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق