تعليق ((شينخوا)): دبلوماسية سول العمياء الموالية للولايات المتحدة تصعد التوترات الإقليمية

 عندما قام يون سوك-يول، رئيس كوريا الجنوبية، بترديد سطور من أغنية "الفطيرة الأمريكية" أمام الرئيس الأمريكي المبتسم جو بايدن في البيت الأبيض، فقد صور ذلك تماما الوضع الدبلوماسي الراهن بين البلدين.

ومع ولع رئيسها بغناء الأغاني الأمريكية، لم تخف حكومة كوريا الجنوبية عزمها الرقص على النغمة الأمريكية.

لقد كان أداء يون الموسيقي مجرد حلقة صغيرة تافهة خلال زيارته التي استمرت ستة أيام إلى الولايات المتحدة. كانت الزيارة مليئة بما يسمى بـ"النتائج الدبلوماسية" التي تثير غضب الشعب الكوري الجنوبي، وتصعد التوترات الإقليمية، وتعرض أمن واستقرار منطقة آسيا والمحيط الهادئ لخطر جسيم.

ففي أعقاب اجتماع الزعيمين، أصدرت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة إعلان واشنطن، الذي أعلن عن إنشاء مجموعة استشارية نووية جديدة وكذا عن الزيارة المقبلة لغواصة صواريخ باليستية نووية أمريكية إلى كوريا الجنوبية لغرض تعزيز ما يسمى بـ"الردع الموسع".

بيد أن تعهد واشنطن بإشراك سول في عمليات التخطيط النووي من خلال مجموعة استشارية نووية ونشر المزيد من "الأصول الإستراتيجية"، بما في ذلك غواصات ذات قدرة نووية، في شبه الجزيرة الكورية يشكل بوضوح تهديدا للسلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، وليس حماية لكوريا الجنوبية.

فمن جانبه، ندد كيم يو جونغ، وهو مسؤول كبير في جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، بالإعلان واصفا إياه بأنه "نتاج نموذجي لسياسة عدائية متطرفة ضد كوريا الديمقراطية تعكس إرادة العمل الأكثر عدائية وعدوانية"، وقال "إنه لن يؤدي سوى إلى تعريض السلم والأمن في شمال شرق آسيا والعالم لخطر أشد جسامة".

ومن ثم ينبغي على القادة في سول الانخراط في شيء من التأمل الذاتي والاحجام عن أي عمل من شأنه أن يزيد من تفاقم التوترات ويسبب تقديرات خاطئة محتملة في المنطقة.

بدلا من إثارة المواجهات الإقليمية، كان من المفترض أن تكون المهمة الرئيسية لزيارة يون إلى الولايات المتحدة هي الكفاح من أجل مصالح الشركات والصناعات الكورية الجنوبية، التي تم انتهاكهما بشكل خطير من قبل قانون الرقائق والعلوم وقانون خفض التضخم الأمريكيين.

لكن الأمر الذي أدى إلى خيبة أمل رجال الأعمال الكوريين الجنوبيين هو أن يون لم يحرز على ما يبدو تقدما يذكر في إقناع الولايات المتحدة بالحد من التأثير السلبي للقانونين على الشركات الكورية الجنوبية.

وقد صرح لي جاي-ميونغ، رئيس الحزب الديمقراطي المعارض الرئيسي، في اجتماع للحزب يوم الجمعة، قائلا إنه "فيما يتعلق بقانون خفض التضخم وقانون الرقائق والعلوم اللذين شكلا الأجندة الأساسية (في اجتماع يون-بايدن)، لم يقم (يون) بحماية صناعتنا وشركاتنا على الإطلاق".

فدبلوماسية سول العمياء الموالية للولايات المتحدة حتى على حساب مصالحها الوطنية أججت المخاوف بين الكوريين الجنوبيين.

إن "القلق يكمن في أن (كوريا الجنوبية) تندفع نحو وضع ستضطر فيه (البلاد) إلى الاعتماد على الولايات المتحدة في كل شيء"، هكذا ذكرت صحيفة ((كيونغيانغ شينمون)) في افتتاحية لها يوم الخميس.

وحذرت الافتتاحية من أن كوريا الجنوبية تفقد استقلالها الدبلوماسي والأمني حيث سيكون من الصعب على سول رفض أي طلب من واشنطن.

إن "الفطيرة الأمريكية" تخص أمريكا فقط، وبالنسبة إلى الآخرين، فهي ليست سوى فطيرة في السماء.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق