تقرير إخباري: عودة الهدوء إلى قطاع غزة بعد اتفاق تهدئة أنهى يوما من التوتر مع إسرائيل أودى بحياة فلسطيني

ساد الهدوء قطاع غزة الساحلي الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة اليوم (الأربعاء) بفضل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وإسرائيل بعد يوم من التوتر والقصف المتبادل بين الجانبين أودى بحياة فلسطيني.

وقالت مصادر فلسطينية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن اتفاقا لوقف إطلاق النار "متزامن ومشروط بالتزام الطرفين" جرى بوساطة مصرية وتدخلات أممية وقطرية دخل حيز التنفيذ عند قرابة الساعة الرابعة والنصف فجر اليوم بتوقيت القدس.

وذكرت المصادر أن إسرائيل توقفت عن شن أي غارات جوية من قبل طائراتها الحربية، بينما أوقفت الفصائل المسلحة في غزة إطلاق القذائف الصاروخية باتجاه البلدات الإسرائيلية منذ الموعد المذكور لبدء وقف إطلاق النار.

وعلى إثر ذلك توقف دوي الانفجارات وتحليق الطائرات في أرجاء سماء القطاع، في المقابل توقفت صافرات الإنذار في مناطق غلاف غزة التي بقيت على مدى الساعات الماضية تدوي لتحذير الإسرائيليين من الصواريخ.

ومنذ ساعات الصباح خرج عدد من سكان المنازل القريبة للمواقع المستهدفة لتفقد الأضرار، فيما توجهت فرق الدفاع المدني وطواقم الكهرباء والمياه في إصلاح أعطاب أصابت الشبكات جراء الغارات الإسرائيلية.

وفي الصدد قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة سلامة معروف، إن الطواقم الحكومية المختصة شرعت منذ ساعات الصباح الأولى في عملية حصر الأضرار ميدانيا وتسجيل وتقدير الخسائر، التي تسببت بها الغارات.

ودعا معروف في بيان المنظمات الدولية إلى تفقد الأماكن المختلفة التي استهدفتها الطائرات الإسرائيلية، وتسليط الضوء على الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والمنشآت والمرافق العامة المتأثرة بالقصف.

وأوضح معروف أن المؤسسات الحكومية تمارس اليوم عملها الطبيعي المعتاد في تقديم خدماتها للمواطنين، كما تسير العملية التعليمية بصورتها الاعتيادية، باستثناء بعض المدارس التي تعذر عملها بسبب الأضرار التي لحقت بها جراء القصف في محيطها القريب.

وجاءت التطورات الميدانية في أعقاب وفاة الأسير الفلسطيني خضر عدنان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في سجون إسرائيل بعد نحو ثلاثة أشهر من إضرابه عن الطعام وردا على ذلك أطلقت الغرفة المشتركة للفصائل المسلحة في غزة رشقات من القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية إن فصائل المقاومة الفلسطينية "رسخت من خلال الجولة الراهنة حقيقة كونها الرصيد الاستراتيجي لشعبنا وأسرانا ومقدساتنا من خلال أدائها الموحد والذي كان جاهزا لكل الاحتمالات في مواجهة العدو".

وأشاد هنية في بيان صدر عنه تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه بالشعب الفلسطيني ومقاومته "التي كانت وفية لعدنان والحركة الأسيرة ولم تتوان عن القيام بواجبها على امتداد ساحة المعركة مع الاحتلال وخاصة في غزة".

وأضاف هنية "أبلغنا جميع الوسطاء الذين تدخلوا (مصر وقطر والأمم المتحدة) على ضرورة تسليم جثمان الأسير عدنان لعائلته الصابرة ليحظى بما يليق بالشهداء الأبطال من التكريم والتبجيل".

بدورها أعلنت حركة الجهاد الإسلامي على لسان الناطق باسمها طارق سلمي في بيان انتهاء "جولة من جولات المواجهة لكن مسيرة المقاومة متواصلة ولن تتوقف وشيئا فشيئا يقترب فجر الحرية والنصر".

وقال سلمي إن سرايا القدس الجناح العسكري للحركة وفصائل المقاومة الفلسطينية "أبدعوا في الرد على جريمة اغتيال القائد عدنان وأثبتوا وفاءهم والتزامهم بالدفاع عن أبناء الشعب الفلسطيني.

ولم يصدر أي تعليق إسرائيلي رسمي على اتفاق التهدئة الجديد، إلا أن الإذاعة العبرية أكدت التوصل لاتفاق وقف إطلاق بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية بعد نجاح عدة أطراف في ذلك.

وكان الطيران الحربي الإسرائيلي شن سلسلة غارات على مرحلتين الأولى الليلة الماضية والثانية في ساعات الفجر الأولى ضد أهداف تتبع لكتائب القسام الجناح العسكري لحماس ردا على إطلاق القذائف الصاروخية.

وذكرت مصادر فلسطينية لـ ((شينخوا)) أن الغارات الإسرائيلية استهدفت عدة مواقع تدريب عسكري لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في مناطق متفرقة من القطاع ما خلف أضرارا مادية جسيمة بالأماكن المستهدفة والمنازل السكنية القريبة منها.

وأفاد شهود عيان بأن المواقع جرى استهدافها بداية بصواريخ تحذيرية من طائرات استطلاع تبعه إطلاق صواريخ من قبل طائرات حربية، وعلى إثر ذلك دوت انفجارات متتالية في سماء القطاع.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة صباح اليوم في بيان مقتضب، بمقتل هاشم مبارك (58 عاما) وإصابة 5 آخرين بجروح متفاوتة جراء الغارات الإسرائيلية على القطاع.

من جهته قال الجيش الإسرائيلي في بيان إن "طائرات حربية أغارت على مجمع عسكري كان يستخدم كمعسكر تدريب لحماس، بالإضافة إلى موقع عسكري يحوي على مستودع أسلحة وموقع آخر لإنتاج الأسلحة ومجمع تدريب للحركة".

وأضاف البيان أن الطائرات أغارت على "موقعين لإنتاج الأسلحة يستخدمها فرع الإنتاج التابع لحماس ومصنع أسمنت يستخدم لبناء بنية تحتية، بالإضافة إلى موقع عسكري للقوة البحرية التابعة لحماس ونفق تحت الأرض تابعة للحركة في جنوب قطاع غزة".

وتابع البيان أن الغارات الواسعة جاءت ردا على إطلاق رشقات صاروخية من القطاع نحو إسرائيل، حيث تشكل "ضربة لقدرات حماس التسليحية"، محملا الحركة "مسؤولية ما يجري في غزة وستدفع ثمن الانتهاكات الأمنية ضد دولة إسرائيل".

وتزامنا مع القصف الإسرائيلي، دوت صافرات الإنذار في البلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع جراء إطلاق فصائل مسلحة صواريخ من القطاع، بحسب ما أفادت الإذاعة العبرية العامة.

وذكرت الإذاعة أن الفصائل الفلسطينية المسلحة في القطاع أطلقت أكثر من 100 صاروخ منذ ساعات صباح أمس (الثلاثاء) تجاه إسرائيل، اعترضت منظومة القبة الحديدية 24 صاروخا، بينما 84 صاروخا سقطوا في مناطق مفتوحة، فيما سقط 11 بالبحر و14 انفجر في غزة.

وأوضحت الإذاعة، أن 13 شخصا أصيبوا بجروح متوسطة وطفيفة بينهم عمال أجانب، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي هاجم 16 هدفا على مرحلتين في قطاع غزة.

وبحسب الإذاعة فإنه منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو في يناير الماضي أطلق على إسرائيل نحو 150 صاروخا من القطاع الذي تديره حركة حماس، و37 صاروخا من لبنان وسوريا. 

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق