وزير الخارجية: الصين قلقة من مزاعم الاتحاد الأوروبي بشأن "إزالة المخاطر"

قال عضو مجلس الدولة وزير الخارجية الصيني الزائر، تشين قانغ، هنا يوم الثلاثاء، إن الصين تشيد بإعلان ألمانيا والاتحاد الأوروبي عن عدم السعي إلى فك الارتباط الاقتصادي مع الصين، لكنها تشعر بالقلق أيضا بشأن مزاعم الاتحاد الأوروبي بشأن ما يسمى بـ "إزالة المخاطر".

جاءت تصريحات تشين خلال مؤتمر صحفي مع وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عقب محادثاتهما في برلين.

وقال تشين إنه من الضروري تحديد المخاطر ومعرفة من أين تأتي أولا عند الحديث عن "إزالة المخاطر"، رداً على سؤال يتعلق بمفهوم "إزالة المخاطر" خلال ممارسة دبلوماسية العلاقات مع الصين، وهو مصطلح تمت صياغته بواسطة ألمانيا والاتحاد الأوروبي.

وقال تشين إن الصين لا تصدِّر نظامها، وتلتزم بمسار التنمية السلمية، وتنتهج استراتيجية الانفتاح التي تتميز بتحقيق نتائج متبادلة المنفعة والربح، وتلتزم بالنظام الدولي القائم على القوانين الدولية وتتمسك به، وتعارض أعمال الهيمنة والاستبداد والتنمر، مضيفا أن الصين لن ترتكب أبدا أعمالا مثل تخريب خطوط أنابيب نورد ستريم 2.

وأوضح تشين أن الصين مستعدة للتعاون مع الدول الأخرى لمواجهة التحديات معا وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.

وقال "ما ظلت الصين تصدِّره إلى الدول الأخرى، هي الفرص بدلا من الأزمات، والتعاون بدلا من المواجهة، والاستقرار بدلا من الاضطراب، واليقين بدلا من المخاطر".

وأشار إلى أن سلاسل الإمداد والصناعة الدولية ظهرت في شكلها الحالي نتيجة للعولمة الاقتصادية واقتصاد السوق، وكلاهما يتم الترويج لهما ودعمهما بحماس في البلدان الأوروبية.

وقال تشين إنه قد مرت أكثر من 40 عاما منذ أن أطلقت الصين سياسة الإصلاح والانفتاح، وقد حقق التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الصين وألمانيا ودول أوروبية أخرى إنجازات مثمرة منذ ذلك الحين.

وأضاف أن "الصين وألمانيا والاتحاد الأوروبي استفادوا بشكل كبير من التعاون".

وقال تشين "في الحقيقة، الصين والاتحاد الأوروبي سوقان كبيرتان تنموان معا، وهما شريكان في التعاون المربح للجانبين".

وأكد أن الصين تلتزم بتحقيق تنمية عالية الجودة، وستواصل اتباع استراتيجية الانفتاح رفيع المستوى. وستخلق الصين بيئة استثمارية مواتية تقوم على اقتصاد السوق والقواعد والنظام والطابع الدولي. وأكد أن الصين ترحب بالشركات من ألمانيا والدول الأوروبية الأخرى، كما هي الحال دائمًا، لاستكشاف السوق الصينية.

وقال تشين "إننا نقدر إعلان ألمانيا والاتحاد الأوروبي أنهما لن يسعيا إلى فك الارتباط الاقتصادي عن الصين، لكننا لا نزال قلقين بشأن مزاعم الاتحاد الأوروبي بشأن إزالة المخاطر".

وأوضح تشين أنه إذا سعت (بعض الدول أو الأطراف) إلى إزالة الطابع الصيني باسم إزالة المخاطر، فإنها في الواقع ستبتعد عن الفرص والتعاون والاستقرار والتنمية.

وقال إنه يتعين على ألمانيا والاتحاد الأوروبي والصين الالتزام بقواعد التجارة الدولية وروح التعاقد، ومواصلة الانفتاح على بعضهم البعض، مضيفا أنه يجب عدم تسييس التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري وعدم التدخل في السوق.

وحذر تشين من أن بعض الدول تشن "حربا باردة جديدة"، لافتا إلى أن تلك الدول تقوم بخرق القواعد الدولية، وإذكاء المواجهة الأيديولوجية والمواجهة بين التكتلات، ومحاولة فك الارتباط الاقتصادي مع الآخرين وقطع سلاسل الإمداد، واستغلال القوة الاحتكارية لعملتها في فرض ولاية قضائية طويلة الذراع وعقوبات أحادية الجانب على دول أخرى. بالإضافة إلى ذلك، تقوم تلك الدول بتصدير التضخم والأزمات المالية الخاصة بها، وتخلق تداعيات غير مباشرة خطيرة. وتابع قائلا "هذه هي المخاطر الحقيقية التي يجب الانتباه إليها".

وحذر تشين من أن "الحرب الباردة الجديدة"، في حالة اندلاعها، لن تضر فقط بمصالح الصين، ولكن أيضا بمصالح الاتحاد الأوروبي.

وقال تشين، نقلا عن تقرير صدر حديثا عن مؤسسة فكرية نمساوية، إن الناتج المحلي الإجمالي لألمانيا كان سينكمش بنسبة 2 بالمائة، أو 60 مليار يورو (66 مليار دولار أمريكي)، لو أنها كانت قد انفصلت اقتصاديا عن الصين.

وقال تشين "يجب أن نقف بحزم ضد ’فك الارتباط الاقتصادي مع الآخرين وقطع سلاسل الإمداد‘، وأن نتوخى اليقظة الشديدة ضد ’الحرب الباردة الجديدة‘، وأن نتكاتف لضمان استقرار وسلاسة عمل سلاسل الإمداد والصناعة الدولية".

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق