مقابلة خاصة: مدير برنامج السياسية الخارجية في مجلس الشرق الأوسط يؤكد أهمية دور الصين في استقرار المنطقة

أكد مدير برنامج السياسة الخارجية والأمن في مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية عادل عبدالغفار يوم الخميس أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الصين في استقرار منطقة الشرق الأوسط كوسيط محايد ونزيه لأنها الشريك الدبلوماسي الأكثر تفضيلا للمنطقة.

وقال عبدالغفار في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن اتفاق المصالحة بين السعودية وإيران الذي تم بوساطة صينية هو خطوة ممتازة في اتجاه استقرار منطقة الشرق الأوسط على نطاق أوسع ويعد اتفاقا رئيسا يمكن أن يمهد الطريق لمزيد من المصالحات في أرجاء المنطقة بقيادة الصين.

وأضاف عبدالغفار أن الصين حاليا هي الشريك الدبلوماسي الأكثر تفضيلا في المنطقة لأنها لا تنحاز إلى أي طرف في النزاعات ويمكن أن تعمل كوسيط محايد ونزيه بين الأطراف.

ونوه بأن الاتفاق السعودي الإيراني يعطي الصين فرصة أكبر لتعزيز دورها المتنامي في المنطقة ليس فقط كشريك تجاري للعديد من دولها لكن أيضا لزيادة تأثيرها من خلال استخدام القوة الناعمة والدبلوماسية خلافا للقوة الخشنة التي تستخدمها الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية عبر امتلاكها قواعد عسكرية.

ورأى أن هذا الدور يعني بالنسبة للمنطقة أن يكون لديها شريك أفضل وأكثر حيادية للتعامل مع القضايا الراهنة، ويمكن للدبلوماسية الصينية أن تقود مصالحات في اليمن وفي النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وفي دعم عملية المصالحة السورية.

وأشار إلى أن هناك تصورا على نطاق واسع لدى العديد من دول المنطقة بأن الولايات المتحدة تنسحب من الشرق الأوسط وهذه الدول ترى أن الضمانات الأمنية الأمريكية لم تعد جديرة بالثقة ولا يمكن الاعتماد عليها لذا فهي تتطلع إلى تنويع شركائها ومقارباتها في المنطقة وتتعاون بشكل أكبر لإيجاد حلول أمنية إقليمية بدلا من الاعتماد على واشنطن.

وأوضح أنه مقارنة بالسابق أصبحت دول المنطقة حاليا تتعامل بصورة أكثر استقلالية عن واشنطن وسياساتها في الشرق الأوسط وباتت تتحرك بدون موافقتها، معتبرا أن هذا شيء مهم جدا للمنطقة ويظهر جليا في مواقفها من القضية السورية ومن الأزمة الروسية الأوكرانية على سبيل المثال.

ومضى يقول إن دول المنطقة تميل بشكل متزايد للاعتماد على قدراتها في الدفاع عن نفسها وعن أمنها، ولم تعد ترغب في أن تتدخل الولايات المتحدة في البؤر الساخنة بالمنطقة لأنها تفاقم مشاكلها في الواقع، وهي ترى أنه من الأفضل أن تجد حلولا لمشاكلها نابعة من الداخل والحصول على شركاء مثل الصين قادرين على أن يكونوا وسطاء يتمتعون بالنزاهية والحيادية في النزاع.

ويعد مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية، الذي كان يعرف سابقا بمركز ((بروكنغز الدوحة)) قبل أن ينهي شراكته مع معهد ((بروكنغز)) في واشنطن، مؤسسة مستقلة غير ربحية تعنى بالبحوث بشأن السياسات وتتخذ من الدوحة مقرا لها.

ويجري المجلس بحوثا بشأن السياسات ويعقد اجتماعات وجلسات حوار وينخرط مع الجهات الفاعلة في السياسات حول القضايا الجيوسياسية والاجتماعية الاقتصادية التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويؤدي المجلس دور صلة الوصل بين منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباقي العالم، ويقدم مقاربات إقليمية للقضايا والسياسات العالمية ويؤسس شراكات مع مراكز بحوث ومنظمات تنموية في أرجاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والعالم.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق