رفض فلسطيني رسمي وشعبي لمسيرة الأعلام الإسرائيلية

 أعلن الفلسطينيون يوم (الخميس) رفضهم القاطع لمسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس، مؤكدين أن الشعب الفلسطيني هو صاحب الشرعية والحق التاريخي في المدينة المقدسة.

وشارك عشرات الآلاف من الإسرائيليين عصر اليوم في مسيرة الأعلام في القدس لإحياء ذكرى ما يسمى "توحيد القدس"، وسط إجراءات أمنية مشددة.

وقالت الإذاعة العبرية العامة إن عددا من وزراء الحكومة الإسرائيلية، من بينهم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، والمالية بتسلئيل سموتريتش، والنقل والمواصلات ميري ريغيف، ورئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست يولي إدلشتين، تقدم المشاركين في المسيرة.

وأظهرت مقاطع مصورة نشرت على موقع التواصل الاجتماعي ((فيسبوك)) مشاركة وزير الطاقة يسرائيل كاتس، وهو يقف على منصة يرفع العلم الإسرائيلي يغني ويرقص خلال المسيرة.

وردا على ذلك، قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في بيان إن ما يسمى بمسيرة الأعلام هي "استفزازات وتصعيد إسرائيلي مدان ومرفوض"، معتبرا أن هذه الأعمال "لا تعطي شرعية لأحد وفقط الشعب الفلسطيني هو صاحب الأرض والحق".

وأردف قائلا إن الشعب الفلسطيني هو من يمنح الشرعية في القدس وليس إسرائيل أو أمريكا.

وشدد أبو ردينة على أن القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية هي عاصمة دولة فلسطين الأبدية، وحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن هذا "التصعيد وتداعياته الذي سيؤدي إلى تفجير الأوضاع".

وقال الناطق بام الرئاسة الفلسطينية إن الإدارة الأمريكية "لا تعطي شرعية لأحد، وموقفها الصامت تجاه الاعتداءات الإسرائيلية شجع سلطات الاحتلال على تماديها في اعتداءاتها وانتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني".

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية ((وفا)) أن مستوطنين إسرائيليين "اعتدوا" بحماية الشرطة على عدد من الفلسطينيين في البلدة القديمة من القدس.

وأفادت الوكالة بأن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت 10 شبان بذريعة إغلاقهم شارعا لمنع مستوطنين من الوصول إلى حيث مكان انطلاق المسيرة في باب العامود.

وحسب مصادر محلية وشهود فإن الشرطة استخدمت طائرة عمودية وأخرى مسيرة لمتابعة التطورات الميدانية، ومنعت الفلسطينيين من المرور بحرية في البلدة القديمة.

بينما لوح المستوطنون بأعلام إسرائيل وأدوا رقصات ورددوا شعارات "الموت للعرب" في ساحة باب العامود أحد أشهر أبواب البلدة القديمة، فيما رفع شبان ونساء العلم الفلسطيني رفضا للمسيرة.

واعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رمزي خوري، في بيان أن المسيرة "امتداد للعدوان المنظم والقمع والاضطهاد والتنكيل والاعتداء، الذي تتعرض له مدينة القدس بمقدساتها ومواطنيها وحاراتها وأزقتها وأبوابها منذ 56 عاما".

وقال خوري إن الحكومة الإسرائيلية "وحدها تتحمل كامل المسؤولية عن تداعيات هذه المسيرة"، مطالبا المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها ومنظماتها بتحمل مسؤولياتها بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته.

وفي غزة، تظاهر مئات الفلسطينيين عند السياج الفاصل مع إسرائيل شرق المدينة رفضا لمسيرة الأعلام الإسرائيلية.

ورفع المشاركون في التظاهرة، التي دعت لها القوى الوطنية والإسلامية، الأعلام الفلسطينية، ورددوا هتافات داعمة لمدينة القدس والمسجد الأقصى.

وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، على هامش التظاهرة إن مسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس توضح أن "العدو غير قادر على إثبات سيادته بالقدس"، مشيرا إلى أن كافة "الشواهد التاريخية تؤكد أن القدس لنا وهي لا تقبل القسمة على أحد غيرنا".

وأكد البطش أن الشعب الفلسطيني موحد في "مواجهة الاحتلال من أجل حماية سيادتنا الوطنية"، معتبرا أن مسيرة الأعلام"الاستفزازية لن تفلح بتثبيت سيادة الاحتلال على مدينة القدس".

ولاحقا، توجه عشرات الشبان إلى السياج الفاصل، وقاموا بإشعال إطارات السيارات وإطلاق قنابل صوتية وزجاجات حارقة محلية الصنع، فيما ردت قوات الجيش الإسرائيلي المتواجدة خلف السياج الفاصل بإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز تجاه المتظاهرين، ما أدى لإصابة عدد منهم بالاختناق.

من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في بيان إن العشرات من الفلسطينيين تجمعوا قرب السياج وقد ألقى بعضهم عبوات ولم تقع إصابات في صفوف القوات التي تقوم بتفريقهم بالذخيرة الحية.

وفي السياق، اعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية، أن "استنفار الكيان الإسرائيلي من شماله إلى جنوبه لتوفير حماية لما يسمى مسيرة الأعلام يعكس الهشاشة الأمنية التي يعيشها".

وقال هنية في بيان إن "علم فلسطين الذي يرفرف فوق أرضنا يرسخ هوية الوطن وأصحابه الشرعيين"، مشيرا إلى أن "فصول المواجهة مع العدو مستمرة وسيغلق شعبنا الحساب فقط بتحرير الأرض والقدس والعودة".

وتحتفل إسرائيل سنويا بمسيرة الأعلام فيما يعرف بـ "يوم توحيد القدس" بعد سيطرتها على شرق المدينة بعد حرب عام 1967، ودخلت المسيرة العام الماضي البلدة القديمة من بابي العامود والخليل وصولا إلى حائط (البراق/ المبكى) لإحياء الذكرى، ما تسبب في اندلاع صدامات مع الفلسطينيين أدت لوقوع إصابات.

وجاءت المسيرة هذا العام وسط تصاعد التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ويطالب الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية، فيما تصر إسرائيل بأن القدس بشقيها الشرقي والغربي هي عاصمة موحدة لها. 

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق