تعليق: لماذا تتكرر مهزلة "دعوة تايوان إلى جمعية الصحة العالمية" كل سنة؟

كما كان متوقعا، رفضت  مؤخرا جمعية الصحة العالمية في دورتها الـ76  و للمرة السابعة على التوالي إدراج  ضمن جدول أعمالها اقتراح تقدمت به حفنة من الدول والمتضمن "دعوة تايوان للمشاركة في الجمعية كمراقب"، مما  يدل بشكل تام على أن مبدأ صين واحدة يمثل إجماعا دوليا.

هذا المقترح بشأن تايوان تم طرحه من قبل حفنة من الدول التي تربطها "علاقات دبلوماسية "مع تايوان ، من بينها بليز، في حين قامت عدد قليل من الدول الامريكية والغربية بالترويج له، لينتهي الأمر بفشل ذريع للمحاولة. وتعد الولايات المتحدة المخرج الرئيسي لهذه المهزلة السخيفة، التي تتكرر كل سنة خلال السنوات الأخيرة على مسرح جمعية الصحة العالمية.

كانت  النتيجة النهائية  "بالرفض" متوقعة من طرف واشنطن منذ بداية الأمر، لأن  موضوع اقتراح "دعوة تايوان للمشاركة في جمعية الصحة العالمية " يخالف قواعد القانون الدولي، خاصة مبدأ صين واحدة الذي تقره الجمعية العامة للأمم المتحدة وجمعية الصحة العالمية. وقبل افتتاح الدورة الحالية لجمعية الصحة العالمية، جددت قرابة 140 دولة للصين موقفها الملتزم بمبدأ صين واحدة والمعارض لمشاركة تايوان في جمعية الصحة العالمية، وأوضحت قرابة 100 دولة موقفها بهذا الشأن في برقيات بعثت بها إلى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أو في شكل بيانات رسمية.

تذرعت واشنطن بأن تايوان سبق لها أن دعيت للمشاركة في جمعية الصحة العالمية كمراقب خلال الفترة ما بين عامي 2009 و2016، متجاهلة حقيقة أن مشاركة تايوان كانت باسم "تايبيه الصينية" في إطار ترتيب خاص توصل إليه البر الرئيسي والجزيرة على أساس توافق 1992 المجسد لمبدأ صين واحدة. لكن الحزب التقدمي الديمقراطي الذي تولى السلطة في تايوان منذ عام 2016 رفض الاعتراف بتوافق 1992، ساعيا بكل إصرار لما يسمى ب "استقلال تايوان"، وبذلك لم يعد الأساس السياسي موجودا لمشاركة تايوان في جمعية الصحة العالمية.

إذن، لماذا تتكرر المهزلة الأمريكية كل سنة رغم فشلها المتكرر؟ يرى المحللون أن المهزلة حيلة عادية تندرج في إطار محاولة واشنطن لكبح تطور الصين من خلال تدويل قضية تايوان. كما أنها تأتي في إطار "صفقة" بين سلطات تايوان وبعض رجال السياسة في الولايات المتحدة، الذين يتلقون منها أموالا طائلة كل سنة.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق