مقالة خاصة: حملة الصين الخضراء تخلق أول جزيرة سالبة الانبعاثات الكربونية في البلاد

 من تدابير تحويل الأراضي الزراعية إلى غابات، إلى تبني مصادر الطاقة النظيفة، وحتى إنشاء "بنك ائتمان الكربون"، شنت جزيرة لينغشان في مدينة تشينغداو بشرقي الصين حربا شاملة ضد انبعاثات الكربون.

وأسفرت هذه الجهود عن نتائج ملحوظة، حيث وضعت الجزيرة الواقعة في منطقة الساحل الغربي الجديدة في تشينغداو كأول جزيرة بحرية سالبة الانبعاثات الكربونية في الصين، مما يدل على التزام البلاد بالاستدامة البيئية.

هذا وحددت الصين أهدافا طموحة لتحقيق ذروة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الصين بحلول عام 2030 وكذلك الحياد الكربوني بحلول عام 2060، حيث لعبت البلاد دورا بارزا في المعركة العالمية ضد تغير المناخ.

 

- لتصبح جزيرة سالبة الانبعاثات

في السنوات الأخيرة، خطت جزيرة لينغشان، التي يقطنها أكثر من 2400 ساكن، خطوة إلى الأمام في حملتها الخضراء، حيث سعت إلى التحول إلى الطاقة النظيفة والإنتاج المستدام وأنماط الحياة الصديقة للبيئة.

نتيجة لذلك، خفضت الجزيرة انبعاثات الكربون وخلقت المزيد من مصارف الكربون. وبلغت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بها سالب 1333 طنا في عام 2020، مما يجعلها أول جزيرة بحرية سالبة الانبعاثات الكربونية في الصين، وفقا للمركز الصيني لشهادات الجودة.

وحُقق هذا الإنجاز بعد أن قررت منطقة الساحل الغربي الجديدة بناء نفسها كمنطقة نموذجية لـ"الكربون المزدوج" في عام 2020 استجابة لهدف "الكربون المزدوج" الوطني. وبعد التقييم، تم اختيار جزيرة لينغشان كموقع تجريبي، وتم تحديد عام 2020 بأكمله كمدة لحساب الكربون.

في هذا السياق؛ قال لي جينغ تشه، أستاذ مساعد في جامعة تشينغداو للعلوم والتكنولوجيا، والذي شارك في جلسة التحقق بأكملها: "لقد أجرينا عملية تفتيش لأكثر من ثلاثة أشهر، وقمنا بتقييم عملية الإنتاج والحياة بأكملها التي حدثت في الجزيرة، والتي تغطي أكثر من 2000 سكان و73 ألف سائح".

وأكد المركز الصيني لشهادات الجودة أن جزيرة لينغشان أنتجت 5668 طنا من مكافئ ثاني أكسيد الكربون من خلال استهلاك الطاقة والأنشطة الزراعية وإدارة النفايات. وتم إزالة 7001 طن من غازات الدفيئة من مصارف الكربون في الغابات. وبذلك يكون صافي مكافئ ثاني أكسيد الكربون سالبا بمقدار 1333 طنا.

ووفقا لما ذكره لي، فيتم حساب البيانات وفقا لمعايير أكثر صرامة، حيث لا توجد معايير دولية بشأن الحد من انبعاثات الكربون في المحيطات. وأضاف لي قائلا: "إذا قمنا بتضمين الكربون الأزرق (الكربون الذي يتم التقاطه وتخزينه في المحيطات والنظم البيئية الساحلية)، فإن بياناتنا ستكون أكثر إثارة للإعجاب".

 

- لماذا هذه الجزيرة؟

جاء الإنجاز من جهود دؤوبة وثابتة. في السنوات الأخيرة، شهدت جزيرة لينغشان تحولا كبيرا، حيث تبنت تنمية خضراء ومنخفضة الكربون من خلال تغيير أنماط حياة سكانها وتحسين الصناعات.

وفي عام 2020، أطلقت الجزيرة مبادرة لتحويل وقود التدفئة الشتوية من الفحم إلى الكهرباء. في البداية، أعرب السكان، بمن فيهم تشن قاو فنغ، عن مخاوفهم بشأن الزيادات المحتملة في فواتير الكهرباء.

ومع ذلك، قرر تشن تجربة الأمر حيث دعمت الحكومة المحلية معظم تكاليف شراء أجهزة السخانات الكهربائية وفواتير الكهرباء. وقال تشن: "اتضح أن أداء السخان الكهربائي ممتازا، مما أثبت أنه ليس صديقا للبيئة فحسب، بل أكثر أمانا".

وانتقلت أكثر من ثلث الأسر في الجزيرة إلى استخدام الكهرباء للتدفئة الشتوية.

علاوة على ذلك، تعمل الجزيرة بنشاط على تحويل الأراضي الزراعية إلى غابات منذ عام 1986 كجزء من حملتها الخضراء، حيث قامت السلطات المحلية بتشجير أكثر من 233 هكتارا من الأراضي، وهو ما يمثل أكثر من ثلث إجمالي الغابات في الجزيرة.

وبذلت الجزيرة جهودا أخرى للحد من استهلاك طاقة الوقود والتلوث البيئي، مثل تعزيز توليد الطاقة الكهروضوئية ومركبات الطاقة الجديدة وإطلاق حملات لفرز النفايات وإعادة تدويرها.

ومنذ من عام 2022، بدأت الجزيرة تشغيل "بنك ائتمان الكربون"، حيث سعت الجزيرة إلى إنشاء نظام لتبادل أرصدة الكربون من خلال استضافة سلسلة من الأنشطة التحفيزية والزيارات التعليمية، لتشجيع المزيد من السكان والزوار على المشاركة في أعمال الحد من الكربون.

 

- تعزيز السياحة

في الساعة 8:20 صباحا، شرعت سفينة مليئة بالركاب في رحلتها نحو جزيرة لينغشان. بعد رحلة قصيرة استمرت نصف ساعة، رست السفينة ببطء عند رصيف الجزيرة، حيث استقبلت وانغ هوا جوان بحرارة ضيوفها الوافدين.

تدير عائلتة وانغ نُزلا في الجزيرة، ويفكرون في توسيعه لتلبية زيادة الطلب، وذلك بفضل "العلامة التجارية الخضراء". وقالت وانغ إن "كونها أول جزيرة بحرية سالبة الانبعاثات الكربونية في البلاد يساعد في جذب المزيد من السياح".

هذا وقدم التحول الأخضر للجزيرة دفعة كبيرة للسياحة، مما أفاد المجتمع المحلي من خلال خلق فرص لهم للكسب من الصناعة، والتي تتماشى مع مفهوم "المياه الصافية والجبال الخضراء أصول لا تقدر بثمن".

وحتى الآن، تم بناء 165 نزلا ومزرعتين بحريتين في الجزيرة، وارتفع نصيب الفرد من الدخل المتاح للسكان المحليين من 22 ألف يوان في عام 2018 إلى أكثر من 30 ألف يوان (حوالي 4230 دولارا أمريكيا) الآن.

وأضاف لي من جامعة تشينغداو للعلوم والتكنولوجيا: "مع تعمق جهود خفض انبعاثات الكربون، ستستمر القيمة الاقتصادية لجهود الصين الخضراء في التوسع". 

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق