في الآونة الأخيرة، بدت واشنطن متناقضة مرة أخرى في علاقاتها مع الصين: فمن ناحية، قام وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن خلال الدورة الـ20 من حوار شانغريلا بمهاجمة الصين مشيرا إلى قضية مضيق تايوان وما يسمى ب"حرية الملاحة"، في حين أبرز الجيش الأمريكي خبر عبور سفنه الحربية لمضيق تايوان زاعما أنها تعرضت لـ"اعتراض خطر" من الجانب الصيني. ومن ناحية أخرى، وصل مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشئون شرق آسيا والمحيط الهادئ دانيال كريتنبرينك إلى الصين يوم الأحد في محاولة لتعزيز التواصل مع بكين.
ممارسة القمع والمواجهة من ناحية، والحوار والتعاون من ناحية أخرى... هذا التكتيك ليس غريبا على الناس. هذه المفارقة غير المريحة في تصرفات الولايات المتحدة بشأن علاقاتها مع الصين تمثل في الواقع وضعا عاديا لاستراتيجيتها الخارجية. وقال محللون إن قوة عظمى مثل الولايات المتحدة والتي اعتادت على ممارسة الهيمنة على المجتمع الدولي لا تملك دبلوماسية بمفهومها العام.
لكن القوة الوطنية الأمريكية لم تعد الآن تسمح لواشنطن أن تفاوض أو تهاجم كما يحلو لها .
وإذا لم يفهم بعض الأمريكان حتى الآن احترام سيادة الدول هذا المبدأ الأساسي للعلاقات الدولية، فليراجعوا كلام وزير الدفاع الصيني أثناء حوار شانغريلا:
إن تايوان هي تايوان الصينية، وكيفية تسوية قضية تايوان شأن داخلي يخص الصينيين فقط ولا يقبل أي تدخل خارجي. يجب على الطائرات والسفن الحربية الأجنبية ألا تتجول بالقرب من الأراضي والمياه الصينية مع ضرورة الالتزام باتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار. لنتصور أن سفنا أو طائرات حربية أجنبية تتجول يوما ما في السواحل الغربية أو الشرقية الأمريكية، فكيف ستنظر واشنطن إلى ذلك؟ هل سترى ذلك أمرا طبيعيا؟