تعليق: لماذا هذا الاطمئنان على خطة اليابان لتصريف المياه الملوثة نوويا؟

أسبوع تقريبا مر على إصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقرير تقييم الخطة اليابانية لتصريف المياه الملوثة من محطة فوكوشيما النووية في البحر. وخلال الأيام الماضية، تعالت الأصوات المعارضة في الدول الجزرية والفلبين وإندونيسيا وجنوب أفريقيا وبيرو والصين وكوريا الجنوبية، بينما أبدت الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية ردود فعل تستدعي التفكير.

ففي أعقاب إصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرها الأخير، أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن "ترحيبها" به. والتزم الساسة الغربيون الصمت إلى حد كبير بشأن الطبيعة المثيرة للجدل لخطة اليابان لتصريف المياه الملوثة نوويا. ونشرت بعض وسائل الإعلام الغربية تقارير مستفيضة عن صيغة بيانات اليابان والوكالة الدولية للطاقة الذرية، مستخدمة مصطلح "المياه المعالجة" بدلا من "المياه الملوثة نوويا"، ولم تقتبس شيئا يذكر من الأصوات المعارضة من المجتمع الدولي.

وبعض وسائل الإعلام الأخرى يبدو كأنها "موضوعية ومحايدة" حيث استشهدت بأصوات متعددة، لكنها تتجنب الأسئلة الرئيسية، بما في ذلك ما هي المخاطر البيئية للخطة اليابانية، وما مدى استقلالية العينة التي حصلت عليها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومدى تمثيلها؟ هل تقييم اليابان لخطة التصريف مستفيض؟ أما قضية التزوير لشركة طوكيو للطاقة الكهربائية المشغلة لمحطة فوكوشيما، فإن وسائل الإعلام الغربية لم تذكرها أبدا.

وأظهرت العديد من الدراسات أن المياه الملوثة في فوكوشيما تحتوي على أكثر من 60 نويدة مشعة. وتعترف اليابان نفسها بأن حوالي 70٪ من المياه الملوثة بعد معالجتها بتقنية ALPS لم تف بمعايير التصريف. وأفادت أبحاث أجرتها معاهد ألمانية لعلوم البحار، بأنه نظرا لأن ساحل فوكوشيما يحتوي على أقوى تيارات محيطية في العالم، يمكن أن تنتشر المواد المشعة إلى معظم المحيط الهادئ في غضون 57 يوما بعد تصريفها في البحر من فوكوشيما. وعلى مدى 30 عاما أو أكثر، سيتم تصريف هذه النويدات المشعة باستمرار في البحر، الأمر الذي لن يضر بالنظام الإيكولوجي البحري فحسب، بل يعرض أيضا حياة الإنسان وصحته للخطر.

إذن، لماذا تبدو بعض الدول الغربية "مطمئنة" بشأن الخطة اليابانية لتصريف المياه الملوثة؟ السبب في ذلك مرتبط ب "التاريخ الأسود" لهذه الدول ومصالحها الخاصة الاستراتيجية.

إن المحيط الهادئ هو الموطن المشترك للبشرية، وليس أرضا للتجارب النووية لبعض البلدان وورقة مساومة في الألعاب الجيوسياسية. ويجب على الحكومة اليابانية أن تصغي إلى النداءات العادلة من جميع الأطراف، وأن توقف على الفور خطة تصريف المياه الملوثة نوويا في البحر. وينبغي للدول الغربية التي تلتزم الصمت ألا تصبح متواطئة في هذه الخطة.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق