تعليق: ما الهدف وراء الكتاب الأبيض الذي أصدرته اليابان وتناولت فيه "التهديد الصيني" بـ٣١ صفحة؟

أصدرت الحكومة اليابانية مؤخرا ((الكتاب الأبيض للدفاع لعام 2023))، الذي تدعي فيه بأن اليابان تواجه الآن الظروف الأشد قسوة وتعقيد لضمان أمنها بعد الحرب العالمية الثانية، وقالت إن الصين تعد أكبر تحد استراتيجي غير مسبوق لها. وعند تحليل الأوضاع العسكرية في مختلف البلدان، يتحدث الكتاب الذي يتجاوز 500 صفحة عن أحوال الصين في 31 صفحة، كما ترى بعض وسائل الإعلام اليابانية أن الكتاب الجديد يستخدم "لهجة شديدة" مقارنة بما كان عليه في العام الماضي حول إثارة ضجة حول "التهديد الصيني".

يتطلع الكتاب إلى تخصيص حوالي 43 تريليون ين ياباني كميزانية للدفاع في خمس سنوات حتى عام 2027، بزيادة 1.5 ضعفا عما كانت عليه تكاليف الدفاع بين عامي 2019 و2023، الأمر الذي يعكس نية اليابان لمحاولة إيجاد حجة لتوسيع قوتها العسكرية اعتمادا على إثارة ما يسمى بالتهديد القادم من المنطقة المحيطة بها، و التخلص من قيود "دستور السلام" وإحياء "حلمها كدولة عسكرية كبيرة". وتدل الإحصائيات الواردة من الكتاب الأبيض أنه خلال السنوات العشر الماضية، ازداد عدد التدريبات العسكرية المشتركة السنوية بين اليابان والولايات المتحدة من 24 إلى 108، بزيادة أكثر من أربعة أضعاف.

بالنسبة إلى مجلس الوزراء الياباني بقيادة فوميو كيشيدا، من خلال إثارة ضجة عن التهديد الخارجي ب((الكتاب الأبيض للدفاع))، فإنه يحاول أيضا تشتيت انتباه الشارع الياباني عن المشاكل الداخلية ورفع نسبة التأييد له. في ظل أرتفاع أسعار السلع وغيرها من التأثيرات السلبية، فقد انخفضت نسبة التأييد الشعبي لحكومة فوميو كيشيدا بنسبة كبيرة في الآونة الأخيرة، حيث تشير استطلاعات الرأي المحلية إلى أن نسبة التأييد للحكومة انخفضت إلى 28%. وفي الوقت نفسه، فحول خطة الحكومة اليابانية التي نفذتها بالقوة لتعزيز القوة الدفاعية عن طريق زيادة الضرائب، عبر 80% من المواطنين اليابانيين عن معارضتهم لتلك القرارات وفقا لاستطلاع رأي نشرته وكالة انباء كيودو اليابانية في يونيو الماضي.

وقد أثارت مختلف تصرفات اليابان الخطرة قلقا بالغا ويقظة عالية في المجتمع الدولي. وحذر الباحث الزائر في جامعة ميجي اليابانية أتسوشي كوكيتسو قائلا إن اليابان تغير اتجاهها الآن نحو طريق النزعة العسكرية، ما يعد مشكلة خطيرة ستؤثر على تطوير العلاقات بين الصين واليابان في المستقبل.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق