شهدت السوق الاستهلاكية في الصين ازدهارا كبيرا خلال فترة العطلتين المتتاليتين - مهرجان منتصف الخريف واليوم الوطني، التي استمرت لثمانية أيام، وأطلق على الأيام الثمانية هذا العام، بـ"الأسبوع الذهبي الفائق" بسبب طُول مدتها مقارنة مع ما كانت عليه في الماضي، بما يسكت الضجيج حول ركود الاقتصاد الصيني.
وحسب البيانات الرسمية فإن عدد الرحلات السياحية الداخلية خلال "الأسبوع الذهبي الفائق" بلغ 826 مليون رحلة، بزيادة سنوية قدرها 71.3٪؛ ووصلت إيرادات السياحة المحلية إلى 753.43 مليار يوان، بزيادة قدرها 129.5٪ على نحو سنوي؛ وتجاوزت إيرادات شباك التذاكر للأفلام 2.73 مليار يوان، وأرسلت السكك الحديدية الوطنية أكثر من 160 مليون مسافر.
وقال موقع صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ" الألمانية إن ازدهار السياحة يعتبر رمزا للانتعاش الاقتصادي في الصين.
وأشار مسؤول الأمم المتحدة للتجارة والتنمية مؤخرا إلى أن العالم الخارجي قد بالغ في المخاوف بشأن المشاكل الاقتصادية القائمة في الصين.
وذكر موقع صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أنه في حالة ارتفاع أسعار الفائدة في أوروبا والولايات المتحدة التي تضع المستهلكين والشركات في موقف حرج، يظهر الاقتصاد الصيني علامات نشطة، ما يبعث الأمل في الاقتصاد العالمي.

وقال متحدث باسم صندوق النقد الدولي قبل بضعة أيام إنه رأى علامات على الاستقرار الاقتصادي الصيني من البيانات الأخيرة، بينما رفعت المؤسسات الدولية مثل سيتي جروب وجولدمان ساكس توقعاتها للنمو الاقتصادي الصيني للعام بأكمله. كل هذه تدل على أن ثقة المجتمع الدولي في الانتعاش الاقتصادي في البلاد تتزايد باستمرار.
يُعزى الازدهار الفائق للسوق الاستهلاكية الصينية في موسم العطلات هذا العام إلى أنه تم إطلاق طلب السفر والتسوق لدى الناس الذي قمعه الوباء خلال السنوات الماضية، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، أدخلت الحكومات الصينية على جميع المستويات سلسلة من السياسات والتدابير لاستعادة الاستهلاك وتوسيعه بنشاط، ما حفز الطلب على الاستهلاك الاجتماعي.
ومن المتوقع أن تستمر العوامل الإيجابية في النمو الاقتصادي الصيني في الزيادة. وفي ظل بيئة من الزخم غير الكافي للنمو الاقتصادي العالمي، سيواصل الاقتصاد الصيني دفع انتعاش الاقتصاد العالمي بمرونته  القوية. كما أنه سيحبط مرة أخرى التكهنات بشأن ركود الاقتصاد الصيني.