التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ، وفدا من الكونجرس الأمريكي بقيادة زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، في قاعة الشعب الكبرى اليوم (الاثنين).
قال شي إن العلاقات الصينية-الأمريكية هي العلاقات الثنائية الأكثر أهمية في العالم، والطريقة التي ستتوافق من خلالها الصين والولايات المتحدة ستحدد مستقبل ومصير البشرية. وأضاف أن المنافسة والمواجهة لا تتفقان مع اتجاه العصر، فضلا عن أنهما لا تساعدان في حل مشاكل أي دولة ولا معالجة التحديات التي تواجه العالم.
وأضاف شي أن الصين تؤمن دائما بأن المصالح المشتركة بين الصين والولايات المتحدة تفوق الخلافات كثيرا، وأن نجاح أي من الدولتين يمثل فرصة للأخرى لا تحديا لها.
وتابع شي قائلا إن "فخ ثوقيديدس" ليس حتميا، وإن العالم كبير بما يكفي ليستوعب تنمية كل من الصين والولايات المتحدة والرخاء المشترك، لافتا إلى أن الصين والولايات المتحدة تعتمدان على بعضهما البعض بسبب التكامل الاقتصادي العميق بينهما، وتستطيع كل منهما الاستفادة من التنمية التي تحققها الأخرى.
وقال شي إن التعافي العالمي بعد جائحة كوفيد-19 ومعالجة تغير المناخ وحل القضايا الدولية والإقليمية الساخنة، كلها أمور تتطلب التنسيق والتعاون بين الصين والولايات المتحدة، مضيفا أنه يتعين على الصين والولايات المتحدة، بصفتهما دولتين كبيرتين، إظهار ما لديهما من إدراك ثاقب ورؤية نافذة واستعداد لتحمل المسؤولية، وإدارة علاقتهما بطريقة مناسبة من خلال نهج يتسم بالمسؤولية أمام التاريخ والشعبين والعالم.
ودعا شي الجانبين إلى التعامل مع العلاقات بروح الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين، من أجل تحسين رفاهية شعبي البلدين وتعزيز التقدم البشري والمساهمة في تحقيق السلام والتنمية في العالم.
وأشار شي إلى أن الحضارة الصينية تتطور دون انقطاع منذ أكثر من 5000 عام، حيث سعت طوال الوقت إلى مواكبة العصر، وتعلمت من الآخرين بروح الشمول، والتزمت بفلسفة السلام التي تسلط الضوء على التعاون والتبادلات.
وقال شي إن الصين حققت المعجزتين المتمثلتين في التنمية الاقتصادية السريعة والاستقرار الاجتماعي طويل الأمد، وقضت على الفقر المدقع إلى الأبد، وبنت مجتمع رغيد الحياة على نحو معتدل في شتى النواحي، مشيرا إلى أن هذه الإنجازات ممكنة لأن البلاد وجدت طريقا تنمويا يناسب ظروفها الوطنية ويلبي توقعات الشعب ويحظى بدعمه.
وأضاف أن الصين ستتمسك بطريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وستدفع التحديث صيني النمط على جميع الجبهات. وستظل ملتزمة بالتنمية السلمية وستعمل مع جميع البلدان في جميع أنحاء العالم لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.
وقال شي "إن الصين ترحب بزيارات المزيد من أعضاء الكونجرس الأمريكي للحصول على فهم أفضل لماضي الصين وحاضرها ومستقبلها"، مضيفا أنه من المأمول أن يكون لدى الهيئتين التشريعيتين لدى البلدين المزيد من التفاعلات والحوارات والتبادلات لزيادة التفاهم المتبادل وإحراز إسهام إيجابي في استقرار العلاقات بين الصين والولايات المتحدة وتحسينها.
ومن جانبه، أعرب السيناتور شومر وأعضاء آخرون في الوفد، عن سعادتهم بزيارة الصين الجميلة، كما عبروا عن تقديرهم للجانب الصيني على كرم الضيافة، قائلين إنهم شعروا خلال الزيارة بقوة وإمكانات التنمية في الصين.
وشارك أعضاء الوفد الأمريكي وجهات نظرهم ومقترحاتهم بشأن القضايا ذات الصلة في العلاقات الصينية-الأمريكية، وأشاروا إلى أن العلاقات المستقرة بين الولايات المتحدة والصين ذات أهمية حيوية ليس بالنسبة للبلدين فحسب، ولكن أيضا للسلام والتنمية في العالم.
وقالوا إن تنمية الصين وازدهارها أمر جيد بالنسبة للشعب الأمريكي، وإن الجانب الأمريكي لا يسعى إلى صراع مع الصين، ولا يسعى إلى فك الارتباط معها.
كما أعرب الوفد عن استعداد الولايات المتحدة لتعزيز الحوار والتواصل مع الصين بطريقة منفتحة وصريحة على أساس الاحترام المتبادل، وإدارة العلاقات الثنائية بشكل مسؤول، وتحقيق الاستقرار في العلاقات بين البلدين وتعزيزها.
وأعرب أعضاء الوفد عن تطلع الجانب الأمريكي إلى تعزيز التعاون التجاري والاستثماري مع الصين، وزيادة الاتصالات والتعاون في قضايا مثل تغير المناخ وتهريب المخدرات والصراعات الإقليمية.
وقد حضر وانغ يي الاجتماع.