سجلت جلسة لمجلس حقوق الإنسان الأممي يوم 18 من أكتوبر الحالي مشهدا مثيرا للاهتمام خاصة بالنسبة إلى الولايات المتحدة: عندما كانت ممثلة الولايات المتحدة ميشيل تايلور تلقي كلمتها، أدار العديد من المشاركين ظهورهم إلى المنصة احتجاجا على دعم واشنطن الكامل لإسرائيل على حساب حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني.
حتى الآن، تسببت الجولة الحالية من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في مقتل أكثر من 5,200 شخص، وتوقفت جميع المستشفيات الأربع في قطاع غزة عن تقديم خدماتها وتدهورت الأزمة الإنسانية بشكل حاد. وفي مواجهة هذه الحالة المأساوية، وبوصفها طرفا مهما في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لم تفشل الولايات المتحدة في تهدئة جميع أطراف الصراع فحسب، بل استخدمت أيضا حق النقض في مجلس الأمن الدولي ضد مشروعي قرار متعلق بالإغاثة الإنسانية، تاركة الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي يتصاعد ويسقط المزيد من المدنيين الأبرياء. وفي هذا الصدد، أعربت البرازيل وروسيا والصين ودول أخرى كثيرة عن صدمتها وخيبة أملها.
لماذا تفعل الولايات المتحدة ذلك؟ أشار محللون إلى أن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل علاقة متبادلة، حيث تحتاج إسرائيل إلى دعم عسكري وسياسي من الولايات المتحدة، في حين تحتاج الولايات المتحدة إلى أن تكون إسرائيل بمثابة "سكين حاد" لها في الشرق الأوسط، وتعمل كرادع لدول مثل إيران. على الصعيد المحلي، يعد اليهود من بين أكبر الأقليات في الولايات المتحدة ولديهم عدد كبير من الأصوات، كما أنهم الممول الرئيسي للانتخابات الأمريكية. أحد الأسباب المهمة التي جعلت الولايات المتحدة تستخدم حق النقض مرتين في مجلس الأمن الدولي يخشى السياسيون الأمريكيون الإساءة إلى إسرائيل فيؤثر ذلك سلبا على انتخابات عام 2024.مما يعقد الوضع الفلسطسني الاسرائيلي الحالي.
القانون الدولي الإنساني يجب احترامه والمدنيون لا بد من حمايتهم. وفي مواجهة الصراعات والكوارث الإنسانية المستمرة، لا يمكن لمجلس الأمن الدولي أن يظل مكتوف الأيدي. ويجب على الولايات المتحدة أن تتحمل مسؤولياتها، وأن تتوقف عن التعامل مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي كأداة للصراع الحزبي الداخلي وفرصة لمهاجمة دول أخرى، وعن الانحياز التام لطرف بعينه، والعمل مع المجتمع الدولي لتعزيز وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب. وإلا، فإن العالم كله سوف يدير لها ظهره.