تقرير إخباري: قادة أمميون وعرب يدعون خلال قمة القاهرة إلى وقف الحرب في غزة ويرفضون تهجير الفلسطينيين

دعا قادة أمميون وعرب خلال قمة القاهرة للسلام التي عقدت يوم السبت (21 أكتوبر) إلى وقف الحرب في غزة وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل مستدام للقطاع، ورفضوا التهجير القسري للفلسطينيين.

وافتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أعمال القمة بمشاركة قادة وممثلي 34 دولة وثلاث منظمات دولية وإقليمية هي الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية.

وأكد السيسي في كلمته خلال افتتاح القمة أن "تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث، وفي كل الأحوال لن يحدث أبدا على حساب مصر".

وقال إن "حل القضية الفلسطينية ليس التهجير وليس إزاحة شعب بأكمله إلى مناطق أخرى، بل إن حلها الوحيد هو العدل بحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة في تقرير المصير والعيش بكرامة وأمان في دولة مستقلة على أرضهم مثلهم مثل باقي شعوب الأرض".

وشدد على أن مصر ترفض تماما التهجير القسري للفلسطينيين ونزوحهم إلى الأراضي المصرية في سيناء، إذ أن ذلك ليس إلا "تصفية نهائية للقضية الفلسطينية وإنهاء لحلم الدولة الفلسطينية المستقلة".

وطرح السيسي خريطة طريق تستهدف إنهاء المأساة الإنسانية الحالية وإحياء مسار السلام تبدأ بضمان التدفق الكامل والآمن والسريع والمستدام للمساعدات الإنسانية إلى غزة وتنتقل فورا إلى التفاوض حول التهدئة ووقف إطلاق النار ثم البدء العاجل في مفاوضات لإحياء عملية السلام وصولاً لإعمال حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية مستقلة.

من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى "وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية الآن، وتقديم مساعدات إنسانية فورية وغير مقيدة ومستمرة للمدنيين المحاصرين في غزة، والإفراج الفورى وغير المشروط عن جميع الرهائن".

وطالب غوتيريش باحترام القانون الإنساني الدولي بما في ذلك اتفاقيات جنيف، وبما يشمله ذلك من حماية المدنيين وعدم مهاجمة المستشفيات والمدارس ومباني الأمم المتحدة التي تؤوي حاليا نصف مليون شخص.

بدوره دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط إلى "العمل على مسارين بالتوازي، هما: أولا التوصل إلى وقف فورى لإطلاق النار ووضع حد للقصف الوحشي الاسرائيلي ضد أهالي القطاع، وثانياً: فتح ممر آمن على نحو عاجل لإيصال المساعدات الإنسانية لسكان غزة بالكامل مع تأمين استمرار إمدادات الغذاء والدواء والمياه والطاقة إلى أهل القطاع".

بينما وصف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني القصف العنيف لغزة بأنه "حملة شرسة ومرفوضة على مختلف المستويات، وعقاب جماعي لسكان محاصرين لا حول لهم ولا قوة، وانتهاك فاضح للقانون الدولي الإنساني وجريمة حرب".

وأكد أن "أولوياتنا اليوم واضحة وعاجلة، وهي أولا: الوقف الفوري للحرب على غزة وحماية المدنيين، وثانيا: إيصال المساعدات الإنسانية والوقود والغذاء والدواء بشكل مستدام ودون انقطاع إلى قطاع غزة".

وشدد على "الرفض القاطع للتهجير القسري للفلسطينيين أو التسبب بنزوحهم، فهذه جريمة حرب وفقا للقانون الدولي، وخط أحمر بالنسبة لنا جميعا"، ودعا إلى إطلاق عملية سياسية هادفة لتحقيق السلام العادل والمستدام على أساس حل الدولتين.

في حين حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من عمليات طرد وتهجير الفلسطينيين من غزة والقدس والضفة الغربية، وقال "لن نقبل التهجير وسنبقى صامدين على أرضنا مهما كانت التحديات".

ودعا مجلس الأمن الدولي إلى أن يتحمل مسؤوليته لحماية الشعب الفلسطيني، وأكد أن السلام يتحقق بحل الدولتين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.

فيما قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله إن الأحداث المأساوية الجارية في فلسطين تحتم علينا التحرك العاجل لوضع حد فوري للعمليات العسكرية وتوفير الحماية للمدنيين وإطلاق سراح الرهائن والأسرى، مشيراً إلى ضرورة إيجاد حل سلمي للأزمة يخرج المنطقة من دوامة العنف المتكررة ويحقن الدماء ويؤسس لسلام عادل وشامل ومستدام.

وطالب برفع الحصار الإسرائيلي عن غزة ووقف العمليات العسكرية، وأكد الرفض القاطع لمحاولات التهجير القسري للفلسطينيين من جانب إسرائيل.

ولم يصدر بيان ختامي عن القمة، لكن الرئاسة المصرية قالت في بيان لها عقب القمة إنها سعت من خلال دعوتها لعقد هذه القمة إلى بناء توافق دولي ينبذ العنف ويدعو لوقف الحرب ويعطى أولوية خاصة لنفاذ وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة ويحذر من مخاطر امتداد رقعة الصراع الحالي إلى مناطق أخرى في الإقليم.

وأكدت مصر أنها لن تألو جهدا في استمرار العمل مع جميع الشركاء من أجل تحقيق الأهداف التي دعت إلى عقد هذه القمة مهما كانت الصعاب أو طال أمد الصراع.

ويأتي عقد القمة بدعوة من مصر على خلفية الحرب الراهنة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وشنت حماس في السابع من أكتوبر الجاري هجوما غير مسبوق على إسرائيل تحت اسم "طوفان الأقصى" تضمن إطلاق آلاف القذائف الصاروخية وتسلل لمقاتلين فلسطينيين إلى جنوب إسرائيل.

وردت إسرائيل بإعلان حالة الحرب وإطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق ضد حماس في قطاع غزة تحت اسم "السيوف الحديدية" قبل أن تفرض إغلاقا شاملا على غزة وتقطع كافة إمدادات الكهرباء والوقود والمواد الغذائية عن السكان.

وفي صباح اليوم (السبت)، دخلت أولى قوافل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، لأول مرة منذ بدء جولة القتال الحالية.

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق