إسرائيل تعلن بدء المرحلة الثانية من الحرب على غزة وسط توالي الدعوات لوقف إطلاق النار

أعلنت إسرائيل مساء يوم السبت بدء المرحلة الثانية من الحرب على غزة، بعد إقرار الحكومة الإسرائيلية توسيع العمليات البرية بالإجماع، فيما توالت ردود الأفعال الإقليمية المنددة بالهجوم الإسرائيلي والداعية إلى وقف إطلاق النار والتوصل لهدنة إنسانية في غزة.

وتجاوزت حصيلة القتلى الفلسطينيين في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي المتواصل منذ السابع من أكتوبر الجاري 8 آلاف شخص، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في القطاع. وكانت إسرائيل قد أعلنت قبل ثلاثة أسابيع حالة الحرب لأول مرة منذ خمسين عاما، وأطلقت عملية عسكرية باسم "السيوف الحديدية" بعد قيام حركة حماس بشن هجوم مباغت أطلقت عليه اسم "طوفان الأقصى"، ما أسفر مقتل 1400 إسرائيلي.

-- بدء المرحلة الثانية من الحرب

أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في كلمة من مقر وزارة الدفاع، إلى أن قوات برية إضافية دخلت لتخوم غزة، لتبدأ معها "المرحلة الثانية من الحرب"، مبينا أن أهدافها واضحة وهي "القضاء على قدرات حماس السيادية والعسكرية وإعادة المختطفين".

وأكد أن الحكومة أقرت "توسيع" العمليات البرية بالإجماع، مضيفا أن الحرب في قطاع غزة ستكون "طويلة"، قائلا "سنحارب من البر والبحر والجو وسنقضي على العدو على الأرض وتحت الأرض".

بدوره، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في كلمته إن الحرب "لن تكون قصيرة، كونها حربا مصيرية (..) نحن أو هم"، مؤكدا التزامه بقيادة المؤسسة العسكرية للنصر على حماس.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أكد تكثيف غاراته الجوية في قطاع غزة وعزمه توسيع عملياته البرية فيه، بعد أن أغارت طائراته الليلة الماضية على نحو 150 هدفا تحت الأرض في شمال قطاع غزة.

-- تبادل الاتهامات في قضية تبادل الأسرى

أكد رئيس حماس في قطاع غزة يحيى السنوار إن الحركة جاهزة لصفقة تبادل أسرى مع إسرائيل فورا، قائلا "جاهزون لعقد صفقة تبادل تشمل الإفراج عن جميع الأسرى في سجون الاحتلال مقابل الإفراج عن جميع الأسرى لدى المقاومة".

من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في إيجاز يومي، إن بيان السنوار "حرب نفسية" تمارسها حماس للضغط على الشعب الإسرائيلي، مؤكدا أن هناك 230 "رهينة إسرائيلية" في غزة.

واتهمت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، يوم السبت الجانب الإسرائيلي بعدم التعامل مع ملف الأسرى "بشكل جدي"، وقالت إن "العدد الكبير" من أسرى إسرائيل لديها "ثمنه تبييض كافة السجون من كافة الأسرى"، مبينة أن القصف الإسرائيلي أودى حتى الآن بحياة 50 رهينة.

وقال الناطق باسم الكتائب المكنى أبوعبيدة في كلمة مسجلة بثتها وسائل إعلامية، "لقد جرت اتصالات عديدة في ملف الأسرى وكانت هناك فرصة للوصول إلى صيغة اتفاق فيه، ولكن العدو (إسرائيل) ماطل ولم يبد جدية حقيقية لإنهاء معاناة أسراه، بل أن قصفهم ومجازرهم أدت لمقتل 50 منهم حتى الآن".

-- انتقاد ازدواجية معايير الغرب

قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في اتصال هاتفي مع أمير قطر إن الدعم المقدم من جانب بعض الدول الغربية، ومعظمه من الولايات المتحدة، لإسرائيل، قد أعطى الضوء الأخضر للأخيرة لارتكاب "الجرائم" الدائرة في غزة.

وأضاف رئيسي أن "الأمة الفلسطينية بحاجة إلى الدعم الفعال والجاد من المجتمع الدولي، لا سيما الوحدة بين الدول الإسلامية، لوضع حد لجرائم إسرائيل المستمرة وعمليات القتل التي تقوم بها في غزة".

من جانبه، اعتبر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أن ما يجري في غزة "دليل على المعايير المزدوجة المخزية التي تتبعها (بعض) الدول الغربية"، مشددا على أن الدول الإقليمية والإسلامية يمكنها "إيقاف إسرائيل من خلال وحدتها".

وكما اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الغرب بالفشل في وقف الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، منددا بهذه الهجمات الإسرائيلية، وقال أمام حشد مناصر للفلسطينيين إن "الغرب هو المسؤول الأكبر" عن أعمال القتل في غزة.

وأضاف أن الصراع بين إسرائيل وحماس دخل يومه الـ22، لكن "قادة الغرب لا يستطيعون حتى دعوة إسرائيل إلى وقف إطلاق النار، ناهيك عن إبداء رد فعل في هذا الشأن".

وبعد كلمة أردوغان، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين استدعاء الممثلين الدبلوماسيين لبلاده من تركيا ردا على هذه التصريحات، مشيرا إلى أنه "سيعيد تقييم" العلاقات مع تركيا. ويأتي ذلك بعدما ألغى أردوغان زيارة مزمعة إلى إسرائيل في وقت سابق من هذا الأسبوع.

-- دعوة فلسطينية لقمة عربية

دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس القادة العرب لعقد قمة طارئة من أجل وقف "العدوان الوحشي" على الشعب الفلسطيني ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية في غزة وتمكينه من البقاء على أرضه، وإنهاء الاحتلال عن أرض دولة فلسطين.

وذكر عباس أن "القضية الفلسطينية تمر اليوم بظروف غاية في الدقة والصعوبة، حيث يتعرض الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لحرب إبادة جماعية ومذابح ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي على مرأى ومسمع العالم أجمع".

وأفاد أنه رغم صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة بأغلبية ساحقة، إلا أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي ردت عليه باجتياح بري وتكثيف غير مسبوق لعمليات القصف والتدمير والقتل".

وأردف عباس بأن أهم هدف لهذه الحرب الإسرائيلية هو "ترحيل الشعب الفلسطيني وإعادة نكبة 1948 و1967 إلى هذه الأيام، هذا الذي يجب علينا أن ننتبه له ونحذره ونمنعه بأية وسيلة كانت".

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد تبنت يوم الجمعة قرارا يدعو إلى هدنة إنسانية فورية ودائمة ومستدامة تفضي إلى وقف الأعمال العدائية. 

بيان الخصوصية وسياسة ملفات تعريف الارتباط

من خلال الاستمرار في تصفح موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط ، وسياسة الخصوصية المنقحة .يمكنك تغيير إعدادات ملفات تعريف الارتباط من خلال متصفحك .
أوافق