التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ، اليوم (الجمعة) المستشار الألماني أولاف شولتس، عبر رابط فيديو.
وفي معرض إشارته إلى أن العلاقات بين الصين وألمانيا دخلت الخمسين سنة الثانية، قال شي إن الصين وألمانيا، باعتبارهما شريكتين استراتيجيتين شاملتين، عملتا معا بروح المنفعة المتبادلة ونمتا معا بروح التعلم والتبادل على الصعيد الثنائي.
وقال شي "هذه هي التجربة القيّمة للتطور السلس للعلاقات الصينية-الألمانية طيلة العقود الماضية، التي يتعين على الجانبين الاعتزاز بها وتوارثها"، واصفا التعاون الصيني-الألماني بأنه مفتوح وبراغماتي ويتم إثراؤه وتطويره باستمرار.
وقال شي إن الدولتين أنشأتا آلية للحوار والتعاون بشأن تغير المناخ والانتقال الأخضر، مشيرا إلى أنه يجب عقد الحوار الأول خلال وقت قريب لتعميق التعاون بشأن حماية المناخ، والانتقال الأخضر، والحوكمة البيئية، والحفاظ على التنوع البيولوجي.
وحث أيضا على بذل جهود مشتركة لتعزيز التبادلات بين الشبان والبلديات والمدن الشقيقة، وتسهيل تبادلات الأفراد.
وقال شي إن الصين تتبع مسار تحديث صيني النمط يتسم بتنمية عالية الجودة، وتعزز التنمية المشتركة للعالم من خلال انفتاح رفيع المستوى.
وأضاف أنه منذ وقت ليس ببعيد، أصدرت الصين 24 سياسة لتحسين بيئة الاستثمار الأجنبي إلى الحد الأقصى. وأعلن شي أيضا في منتدى الحزام والطريق الثالث للتعاون الدولي عن خطوات رئيسية ستتخذها الصين مثل رفع القيود المفروضة على دخول الاستثمار الأجنبي في قطاع التصنيع، والمضي قدما في تعزيز الانفتاح رفيع المستوى في تجارة الخدمات والاستثمار العابرين للحدود.
وقال شي إن "هذه الإجراءات ستوفر فرصا أكبر للتعاون متبادل المنفعة بين الصين وألمانيا".
وأوضح أن أكثر من 130 شركة ألمانية ستشارك في معرض الصين الدولي السادس للاستيراد، ما يظهر ثقة الشركات الألمانية في التنمية الصينية.
وأعرب شي عن أمله في التزام الجانب الألماني أيضا بمستوى عالٍ من الانفتاح تجاه الشركات الصينية التي تسعى إلى اغتنام فرص التعاون في ألمانيا.
وقال شولتس إنه خلال العام الماضي، عُقدت بنجاح جولة جديدة من المشاورات بين الحكومتين الألمانية والصينية، واستُؤنف بشكل سريع الحوار والتبادل على جميع المستويات، وأصبحت العلاقات الاقتصادية والتجارية أوثق، وجرى تعزيز مشاريع التعاون باستمرار، ما أظهر مزيدا من الإمكانات والآفاق الواسعة لتعميق العلاقات الثنائية.
وأضاف أن العلاقات الألمانية-الصينية مهمة للجانب الألماني، مشيرا إلى أن الجانب الألماني يعتزم مواصلة العلاقة الجيدة وتعميق التعاون في مختلف المجالات، ويأمل أن تحقق الشركات الألمانية نجاحا أكبر في الصين.
وأوضح أن ألمانيا مستعدة لتسهيل تبادل منح التأشيرات وتبادلات الأفراد مع الصين، وتعزيز التبادلات الشعبية، وتعزيز التنمية الإيجابية للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين.
وعرض شولتس وجهات نظر الجانب الألماني بشأن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي والأزمة الأوكرانية، وأعرب عن أمله في الحفاظ على التواصل الوثيق مع الصين.
وأشار شي إلى أنه من أجل حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي والأزمة الأوكرانية، يجب التفكير بشكل أعمق بشأن القضايا الأمنية، والالتزام برؤية أمن مشترك وشامل وتعاوني ومستدام، وتعزيز إنشاء هيكل أمني متوازن وفعال ومستدام.
وقال إن الضغط على المجال الأمني لدول أخرى ودعم طرف مع تجاهل المطالب المشروعة للطرف الآخر، سيؤديان إلى اختلال التوازن الإقليمي واتساع وتصعيد الصراعات.
وقال إنه يتعين على الصين والجانب الأوروبي العمل معا للتوسط في حل الصراعات وتخفيف التوترات ولعب دور إيجابي في تعزيز السلام والتنمية على الصعيد الإقليمي.