على الرغم من المعارضة القوية في الداخل والخارج، أطلقت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية اليابانية(تيبكو)، المشغلة لمحطة فوكوشيما النووية، يوم الخميس(2 نوفمبر) التصريف الثالث للمياه الملوثة نوويا في البحر. ومن المتوقع أن تستمر هذه العملية حتى ال 20 من هذا الشهر، بتصريف حوالي 7800 طن من المياه الملوثة نوويا.

زعمت الشركة تيبكو أن مستوى تركيز التريتيوم في المياه المصرفة "يتطابق مع المتوقع". ومع ذلك، وقعت قبل أسبوع لهذه الشركة السيئة السمعة حادثة أخرى، حيث تعرض خمسة عمال للنفايات المشعة أثناء التعامل مع أنابيب نظام معالجة المياه الملوثة نوويا، وتم نقل اثنين منهم إلى المستشفى.

منذ حادثة محطة فوكوشيما للطاقة النووية قبل 12 عاما، تعرضت شركة تيبكو للعديد من الحوادث والفضائح المتعلقة بالتأخر في الإبلاغ عن الحوادث وإخفائها. وهذه الحادثة الأخيرة هي مجرد إضافة أخرى إلى تاريخ تيبكو المظلم، وكشفت مرة أخرى عن كذبتين رئيسيتين نسجهما الجانب الياباني بعناية: أن المياه الملوثة نوويا "آمنة" بعد معالجتها؛ وأن عملية معالجة المياه الملوثة نوويا والتخلص منها "آمنة" و"موثوق بها".

لقد أثبتت العديد من الدراسات أن المياه الملوثة في محطة فوكوشيما تحتوي على أكثر من 60 نويدة مشعة. وباستثناء التريتيوم، هناك العديد من النويدات التي لا توجد لها تقنيات معالجة فعالة حتى الآن. ولكن، من أجل تبرير تصريف المياه الملوثة نوويا في البحر، عملت الحكومة اليابانية وشركة تيبكو في السنوات الأخيرة للترويج بأن سلامة المياه الملوثة نوويا بعد معالجتها تتطابق مع المستوى المطلوب.

الحادثة الأخيرة، التي وقعت بعد أكثر من شهرين منذ أن بدأت اليابان في تصريف المياه الملوثة نوويا في البحر، تبرز الضرورة الملحة لوضع ترتيبات رصد دولية فعالة وطويلة الأجل. وإذا كانت اليابان واثقة حقا من سلامتها، فينبغي لها أن تتخلص من المياه الملوثة نوويا بطريقة مسؤولة وأن تدعم إنشاء آلية رصد طويلة الأجل بمشاركة كاملة من جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك الرصد من طرف ثالث الذي تنفذه بلدان أخرى بصورة مستقلة.

إن المحيطات للبشرية جمعاء، ولا ينبغي للعالم بأسره أن يدفع ثمن أنانية اليابان.